لماذا الشيعة يسبون الصحابة الكرام؟

دكتور صلاح، أنا إنسان غير متعمق في الدين، لي سؤال يحيرني كثيرًا، وأرجو أن تكون الإجابة بسيطة ومختصرة لكي أفهم، لأن كثيرًا مثلي يريد أن يعرف إجابة هذا السؤال، ألا وهو: لماذا الشيعة يسبون الصحابة الكرام وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان عليهم رضوان الله وأم المؤمنين عائشة؟ بارك الله فيكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإنهم يرتكبون هذه الجرائم النكراء لأنهم يزعمون أن النبي ﷺ قد أوصى لعليٍّ بالخلافة من بعده، وأن أبا بكر وعمر ب قد اغتصبا منه الخلافة، وأن بقية الصحابة رضوان الله عليهم قد تواطئوا على ذلك، وبهذا يستحقون اللعنة جميعًا.
وقد علم الله والمؤمنون أن هذا من البهت الصريح والكذب المفضوح، فلو كان في المسألة نص كما يزعمون لكان الصحابة رضوان الله عليهم أولى بالوقوف عنده، فهم قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه ﷺ؛ لما علمه من طهارة قلوبهم، وأعلن رضاه عنهم في كتابه(1)، ووصفهم بالإيمان والصدق والفلاح والرشد والفوز في مواضع شتى من كتابه الكريم(2)، وأوصى نبيُّنا ﷺ بهم أمتَه من بعده فقال: «اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي؛ فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ»(3)، وهو القائل: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ»»(4).وفي المسألة تفاصيل أخرى، ولكن أرجو أن يكون في هذا القدر المجمل كفاية. والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________________

(1) قال تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: 18].
(2) قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].
(3) أخرجه الترمذي في كتاب «المناقب» باب «فيمن سب أصحاب النبي ﷺ» حديث (3862) من حديث عبد الله بن مغفَّل، وقال الترمذي: «حديث حسن غريب».
(4) متفق عليه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   09 نواقض الإيمان.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend