من تلبَّس بعمل من أعمال الكفر أو بقول من أقواله

إذا كفر شخص- والعياذ بالله- ثم استغفر الله بالقول والفعل، هل نحكم عليه في الحال ويعتبر عند الله كافرًا ومرتدًّا، أم لا يُحكم الله عليه بالكفر إلا بعد أن يُستتاب؟
وما الحكم إذا إصر على الكفر باعتقاده- مثلًا والعياذ بالله- بأن الكون خُلق صُدفةً؟
أرجو الإجابة يا شيخي الكريم، وجزاكم الله خيرًا في الدنيا والآخرة.

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
من تلبَّس بعمل من أعمال الكفر أو بقول من أقواله ثم تاب إلى الله عز وجل فإن التوبةَ تجبُّ ما قبلها، ولا يحكم عليه بالكفر إلا إذا تحقَّقت لديه شروطُ التكفير وانتفت موانعُه.
فلا بد لإجراء الحكم بالكفر عليه من إقامة الحُجَّة، والتثبُّت من انتفاء عوارض الخطأ والجهل والإكراه والتأويل الفاسد.
وفرق بين الكفريَّات الجلية البينة كسبِّ الله تعالى أو سبِّ النبي صلى الله عليه وسلم، والكفريات الدقيقة كالقول بخلقِ القرآن ونحوه. فهذه الأخيرة لا يُحكم فيها على أحد بالكفر ابتداءً حتى تُقامَ عليه الحجةُ الرساليَّةُ ممن يصلح لإقامة الحجة.
وخير لنا أن نشتغل بدعوة الناس من أن نشتغل بإجراء أحكام الكفر عليهم. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 سبتمبر, 2023
التصنيفات الموضوعية:   09 نواقض الإيمان.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend