الردة في الشك في وجود الله والتوبة منها

السؤال:
عندما يكون المسلم لديه أسئلة حول الكون والخلق ولا يجد لها إجابة، وهذه الأسئلة يمكن أن تجعلَه يُفكر في ذهنه أو يسأل أحدًا عن الإجابة؛ لكي- والعياذ بالله- لا يشكُّ في وجود ربنا، مثلًا ممكن يكون الخلق أو الإنسان خُلِق صدفةً أو من العدم تلقاءَ نفسه، وأخذ المسلم يقرأ في الكتب ليعرف كيف يرد على هذه الأسئلة لأن عدمَ ردِّه يمكن أن يدخله الشك.
فهل هو بذلك يُعتبر مرتدًّا؟ وإذا كان ذلك ردة فكيف يتوب؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذه الهواجس لا تُعتبر من جنس الردَّة، بل قد تعرض لصاحب الدين الصحيح، فإن قاومَها وطرَدَها فذلك صريحُ الإيمان، ففي «صحيح مسلم» أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدُنا أن يتكلَّم به؟ فقال: «أَوَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟». قالوا: نعم. قال: «ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ»( ).
والمقصود من الحديث أن كراهية هذه الوساوس وبُغضَها والنفورَ منها هو صريح الإيمان، وليس المراد أنَّ وُجودها هو صريح الإيمان.
وينبغي على من وجد شيئًا من ذلك أن يقطع مبادئه، وأن لا يستطرِدَ معه، فإن تمكَّن بحَث عن شفائه منه عند أهل العلم، وليس في الأمر رِدَّة ولا استتابة. والله تعالى أعلى وأعلم.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend