إنكار ما هو معلوم من الدين عن جهل

عندما ذُكر لي: «مَن عَيَّب ابتُلي» قلت في نفسي: من الأحمق الذي قال هذا؟ لا أذكر إن كانت وسوسةً، ثم تذكَّرتُ حديثَ: «لا تعير أخاك بعيب فيه فيعافيه الله ويبتليك»(1). فهل علي أن أنطق بالشَّهادتين؟

______________

(1) أخرجه الترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة أواني الحوض» حديث (2506) من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللهُ وَيَبْتَلِيكَ»، وقال الترمذي: «حديث حسن».

 

الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن اللهَ جلَّ وعلا قد رفع الخطأ والنِّسْيان عن هذه الأُمَّة، ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾[البقرة: 286]. وقد ثبت أن ربَّك جلَّ وعلا قال: «قَدْ فَعَلْتُ»(1).

ولكن ننصحك بالتَّعلُّم حتى لا تقع في مثل ذلك مستقبلًا، كما ننصحك بألا يزال لسانُك رطبًا بذكر الله، فلا شيء أقطع للوَسْواس وخواطر السُّوء من المداومة على الذِّكر(2). فإن مَثَل من يذكر اللهَ كمثل رجل خرج العدوُّ في أَثَرِه سِراعًا، حتى إذا أتى على حِصن حصينٍ فأحرز نفسه منهم، فكذلك العبد لا يُحرِزُ نفسَه من الشَّيطان إلا بذِكر الله عز وجل .
ونسأل اللهَ لنا ولك العافية، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان أنه عز وجل  لم يكلف إلا ما يطاق» حديث (126) من حديث ابن عباس رضي الله عنه .
(2) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (4/188) حديث (17716)، والترمذي في كتاب «الدعوات» باب «ما جاء في فضل الذكر» حديث (3375) من حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه : أن رجلًا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثُرت عليَّ فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ الله». وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   09 نواقض الإيمان.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend