قال مازحًا: أنا علماني

أحد أصدقائي أراد أن يمزح معي، فأخذ مني شيئًا، وقال لي: إذا أردت هذا الشيء فقل: أنا علماني أو ليبرالي. لأنه يعلم مدى كُرهي لهذه الأفكار. فقلت له ما أراد مازحًا، وبعد فتره قرأت أن من قال والعياذ بالله: أنا كافر أو أنا يهودي أو نصراني- فهو كما قال.

هل هذا ينطبق على حالتي لأني لم أربط هذا بهذا؟ وكنت جاهلًا بهذا الحكم. وهل من الممكن أن تكون رِدَّةً أو ذنبًا أم هذا من الوساوس؟ وجزاك الله خيرًا.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فإن كنت لم تقصد بهذه الكلمة مفهومَها الكُفرِيَّ الذي يعني الكفر بمرجعية الشريعة في علاقة الدين بالحياة- فليست من باب الردة في شيء، على الرغم من قبح هذا المزح ورداءته.

ووصيتي أن تتجنب المزحَ بمثل ذلك، فإن الرجل ليتكلم الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا فيهوي بها في النار أبعدَ ما بين السماء والأرض([1]).

وفي «سنن أبي داود» عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْـجَنَّةِ لِـمَنْ تَرَكَ الْـمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْـجَنَّةِ لِـمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْـجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ»([2]).

ونسال الله لنا ولك العافية. والله تعالى أعلى وأعلم.



([1]) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الرقاق» باب «حفظ اللسان» حديث (6478)، ومسلم في كتاب «الزهد والرقائق» باب «التكلم بالكلمة يهوي بها في النار» حديث (2988)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولفظ البخاري: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ الله لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ الله بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ الله لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»، ولفظ مسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْـمَشْرِقِ وَالْـمَغْرِبِ».

([2]) أخرجه أبو داود في كتاب «الأدب» باب «في حسن الخلق» حديث (4800) من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» حديث (273).

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend