استعمال الأطباء لمادة تزيل التجاعيد

أنا طبيب أمراض جلدية، ويكثر في تخصصنا العمل باستخدام مادة تدعى «البوتوكس» لإزالة التجاعيد التي تظهر في الوجه مع التقدم في العمر، ولا يعرف الكثير من الأطباء حلها من حرمتها، ففريق يقول: هذا تغيير في خلق الله؛ لذا فهو حرام. والآخر يقول: إنما هو تشوه نتج عن التقدم في العمر فلذا يجوز إصلاحه.
فما حكم هذا العمل؟ وإذا كان حرامًا فهل يحل تعلم كيفية القيام بهذا العلاج حتى لو كانت النية مجرد الإضافة العلمية مع عقد النية على عدم العمل به؟ نرجو أن تفتونا نفعنا الله والمسلمين بعلمكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل في العمليات التجميلية أنها إن كانت لإزالة تشوه وإصلاح عيب بحيث ترجع بالإنسان إلى قاعدة ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: 4] فلا حرج فيها، أما إن كانت طلبًا للمزيد من الحسن ولم تدع إليها ضرورة إزالة تشوه أو تقويم خلل ونحوه فلا تشرع.
وتطبيق هذا على إزالة التجاعيد أنها إذا كانت تمثل عيبًا وتشويهًا كالتي تأتي للإنسان في سن مبكرة وليس من شأن مثله أن يُبتلى بها في مثل عمره فيشرع إزالتها بما لا يؤدي إلى ضرر أكبر، أما ما كان من ذلك نتيجة طبيعية للشيخوخة وتقدم العمر ولا تعتبر عيبًا في مثله فلا تشرع إزالتها. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend