وسواس الشرك عند مشاهدة من يحلف بغير الله

أشعر أني أعاني من الوسواس القهري خوفًا من الشرك، فمثلًا قد أشاهد فيلمًا في التلفاز وقد يحلفون بغير الله، فأقول في نفسي: «ده شِرْك». فأصرف نظري عن التلفاز وأقول في نفسي: «لن أشاهده». ثم أرجعت نظري إليه وشَعَرت بخوف.
فهل أنا ارتكبت خطأ مع أني دائمًا أدعو: اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك شيئًا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه». وأشعر بهذه الحالات كثيرًا، وتعبْتُ نفسيًّا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الذي أشرك بالله فيما قصصت هم هؤلاء الذين يحلفون بغيرِ الله، فقد قال : «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فَقَدْ كَفَرَ» أَوْ «أَشْرَكَ»(1). وهو من جنس الشرك الأصغر، إلا إذا صاحبه تعظيم المحلوف به كتعظيم الله عز وجل فهو شرك أكبر.
ولكن لا ينطبق هذا على مَن يشاهدهم، إلا إذا رضي بفعلهم هذا واستحسنه وهو يعلم أنه شرك، فاجتهد في طرح هذا الوسواس، فلا تُقِمْ له وزنًا ولا تُلْقِ له بالًا.
ومما يُعينك على هذا أن تُقلل من أوقات الغفلة عن ذكر الله عز وجل ، ومن بين ذلك هذه الأوقات التي تقضيها أمام التلفاز لمشاهدة بعض الأفلام، فإن أقل ما يُقال في هذه الأقات: إنها أوقات غفلة، وقد تشوبُها بعضُ المحرَّمات، فتخفَّف من ذلك ما استطعت. وأسأل الله أن يمسحَ عليك بيمينِه الشَّافية، وأن يجمعَ لك بين الأجر والعافية. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود في كتاب «الأيمان والنذور» باب «في كراهية الحلف بالآباء» حديث (3251)، والترمذي في كتاب «النذور والأيمان» باب «ما جاء في كراهية الحلف بغير الله» حديث (1535) من حديث ابن عمر رضي الله عنه ، وقال الترمذي: «حديث حسن».

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend