زوج نقل لزوجته لفظًا شركيًّا قاله ممثل في التلفاز

كنت أشاهد احتفالات أكتوبر في التلفاز مع زوجتي، وسمعت أحدَ الممثلين المسلمين يتلو أنشودةً بصحبة ممثلٍ آخر مسيحي، وقد استخدم الممثل المسلم أحدَ صيغ الإنجيل في الدعاء تأكيدًا على الوحدة الوطنية، فقلت لزوجتي: إن هذا شرك. فقالت: لماذا؟ فقلت لها أني سمعت الممثل المسلم يُناجي الله تبارك وتعالى مستخدمًا صيغة «أبونا في السماوات». وقد استنكرت ذلك قائلًا لها: الله أحد فردٌ صمدٌ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. فهل ذكري لصيغة «أبونا في السماوات» السابقة لزوجتي على سبيل الإخبار عما صدر من ذلك الممثل يُوقعني في كبيرة الشِّرك أيضًا؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن ناقلَ الكفر ليس بكافرٍ، وحاكي الكفرَ ليس بكافر، لاسيما وقد كنت في مقام الاعتراض على هذه الصيغة ولستَ في مقام الإقرار لها.
ومن ناحية أخرى فقد يعبر الله عن نفسه بصيغة الجَمعِ على سبيل التعظيم، وليس على سبيل التعديدِ والتنديد، فقد قال تعالى: { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الزخرف: 32]. وقال تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
وهذه صيغ جمع، لا يُراد بها الجمع وإنما يرادُ بها التعظيم. والله تعالى أعلى وأعلم.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend