طلب الزوجة الطلاق لعقم الزوج

أنا امرأة مُتزوِّجة منذ خمس سنوات، أقطن في فرنسا ولله الحمد، لم نُرزق بالذرية لأن زوجي عقيم يعاني من متلازمة كلينفلتر، وعملنا جميع التحاليل وتبين أنه لا يوجد أي بصيص أمل، والأمل في الله كبير، وأنا إلى الأن لم أستوعب الأمر وأموت في اليوم ألف مرة لا أتصور حياتي بدون أولاد ولا أعرف ماذا أفعل، وأخاف من كلام النَّاس. انصحوني جزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن أمامك خيارين:
أن تصبري على أمر الله عز و جل  وتُكيِّفي حياتك مع زوجك على هذا الأساس، وتشغلي وقتك بطلب علم نافع والاشتغال ببرامح دعوية نافعة، ولا حرج في كفالة طفلة يتيمة تلبين بها نداء الأمومة في أعماقك.
ولكن هذه الطفلة لا تحمل اسمك بطبيعة الحال؛ لأن التبني قد حرمته الشريعة كما تعلمين، فقد ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ *  ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ﴾ [الأحزاب: 4، 5].
كما ينبغي الاحتياط للخلطة في المستقبل، فإن كانت طفلةً فعندما تكبر لا يجوز أن تنكشف على زوجك لأنها أجنبية عنه، وإن كان ذكرًا لا يجوز أن ينكشف عليك لأنه أجنبي عنك، اللهم إلا إذا أرضعته أخت لك مثلًا، فيصبح ابنًا لأختك بالرضاعة.
والخيار الآخر أن تطلبي الانفصال، ولا حرج عليك في هذا الطلب، ولا تدخلين مع وجود هذا العذر في هذا الوعيد: «أيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْـجَنَّةِ».
فاستخيري الله عز و جل ، وائتمري في ذلك بينك وبين أبويك بمعروف، واضرعي إلى الله أن يلهمك رشدك، وتحري في دعائك أوقات الإجابة، وأسأل الله أن يحملك يا بنيتي في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend