تعليق الجرس في عُنُق القطة

ما حكم تعليقِ الجرس في عُنُق القطة؟ حيث يكون السبيلَ الوحيدَ لمعرفة مكانها حين يكون داخلَ أو خارج بيتنا؟ جزاك الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فيكره تعليق الجرس في الدَّواب؛ لما رواه مسلم في «صحيحه» عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَصْحَبُ الْـمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ وَلَا جَرَسٌ»(1).
وروي كذلك عن أبي هريرة أيضًا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْـجَرَسُ مَزَامِيرُ الشيطان»(2).
وبيَّن وجهَ ذلك النوويُّ رحمه الله فقال: «وأمَّا الجرس فقيل: سببُ منافرة الملائكة له أنه شبيهٌ بالنواقيس، أو لأنه من المعاليق المنهيِّ عنها. وقيل: سببُه كراهةُ صوتها، وتؤيده رواية: مزامير الشيطان»(3).
وسبب كراهة صوتها ما يشتمل عليه من الطَّرَبِ الذي يُلحِقُه بالمعازف المنهيِّ عنها.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «شرحه على رياض الصالحين»: «أخبر أن الملائكةَ لا تصحبُ رفقةً فيها جرس؛ لأن مع مشي الدواب وهَمْلَجَتها يكون له شيء من العزف والموسيقى، ومن المعلوم أن المعازف حرام…» ثم قال: «وأما ما يكون في المنَبِّهات وشبهها فلا يدخل في النهي… وكذلك ما يكون عند الأبواب يُسْتأذن به، فإن بعضَ الأبواب يكون عندها جرس للاستئذان؛ هذا أيضًا لا بأس به، ولا يدخل في النهي، لأنه ليس معلقًا على بهيمة وشبهها، ولا يحصل به الطَّرَبُ الذي يكون مما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم». انتهى.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء ببلاد الحرمين: ما هو الجرس المحرم؟ مع العلم بأنه يوجد أجراس كهربائية تُصدِر أصواتَ طيور، وأجراس ساعات تدقُّ حديدةٌ بأخرى، وغيرها من الأنواع.
فأجابت: «الأجراس المستعملة في البيوت والمدارس ونحوها جائزة، ما لم تشتمل على محرَّم، كشبهها بنواقيس النصارى، أو لها صوتٌ كالموسيقى، فإنها حينئذٍ تكون محرمة لذلك».
وعلى هذا فتعليقُ مثل هذا الجرس مكروهٌ، ومن المعلوم أن الكراهةَ تزول عند الحاجة، إلا إن كان شبيهًا بنواقيس النصارى، أو له صوتٌ من جنسِ صوت الموسيقي فيكون أدخل في باب الحرمة. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «اللباس والزينة» باب «كراهة الكلب والجرس في السفر» حديث (2113).

(2) أخرجه مسلم في كتاب «اللباس والزينة» باب «كراهة الكلب والجرس في السفر» حديث (2114).

(3) «شرح النووي على صحيح مسلم» (14/95).

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend