حول الحق في حيازة العامة للسلاح في الغرب

حول الحق في حيازة العامة للسلاح في الغرب

 

❪📜❫ السُّــــ☟ـــؤَال :

السَّلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُهُ

شيخنا الجليل الدكتور/صلاح الصاوي.. ماذا تقول الشريعة والفقهاء في مسألة حمل المسدسات؟

وما راي فضيلتكم حول الحق في حيازة العامة للسلاح في الغرب،

هذا نقاش صار منتشرًا عند الأمريكيين بالنسبة لدستورهم

❪📜❫ الجَـــ☟ـــوَاب :

••⊰✿بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم✿⊱••

الحمد لله، والصلاة والسلام على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعــد:

❐فلم يرد في نصوص الشريعة الإسلامية – فيما نعلم – ما يحرم اقتناء السلاح،

والذي يظهر من عبارات أهل العلم أن اقتناء السلاح يأخذ حكمه الأحكام التكليفية الخمسة:

فهو في أصله جائز، ولكنه مشروط بالمقاصد الحسنة لاستخدامه التى تتوخَّى توفير الأمن

والحماية للفرد والمجتمع.

❐ويجب عند مقاتلة العدو درءًا للحرابة، وكفًا للعدوان والصيال على الدين أو النفس أو العرض أو المال،

كما في قوله تعالى:{وَإِذَا كنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا

فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يصَلُّوا فَلْيصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ

أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كنتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا

أَسْلِحَتَكُمْ وَخذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} .

♻️وفي هذا الإطار يفهم ما أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم عن عقبة بن عامر الجهني قال:

سمعت رسول اللهﷺيقول :

” إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير، والذي يجهز به في سبيل الله ،

والذي يرمي به في سبيل الله “.

📌❎ ويحرم عند الإضرار به، كأن يُقتنى سفكًا للدماء المعصومة، أو زعزعة الأمن وإخافة للسابلة،

كما قال تعالى:(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يقَتَّلُوا أَوْ يصَلَّبُوا أَوْ تقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ

وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ ينْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

📌✅ ويندب عند التدرب عليه لأنه من اللهو الذي في الحق

كما ورد في حديث الذي أخرجه الطبراني والحاكم عن أبي هريرة – رضي الله عنه- سمعت رسول اللهﷺيقول:

” كل شيء في الدنيا باطل إلا ثلاثة وعد منها انتضالك بسهمك فإنها من الحق “.

وحديث عقبة بن عامر: أن النبيﷺ قال:«كل ما يلهو به الرجل المسلم باطلٌ، إلا رميه بقوسه، وتأديبه فرسه،

وملاعبته أهله، فإنهنَّ مِن الحق»، (رواه أحمدُ، والترمذي). ومعنى”باطل” الوارد في الحديث أنه لا يؤجَر عليه،

ولكن لا يلحقه إثمٌ.

📌 ❎ ويكره إن كان اقتناؤه لغير فائدة وسبب الكراهة خشية أن ينزغ في يده فيقتل غيره فيقع في النار.

📃هذا وينبغي اعتبار ما تقضي به القوانين المنظمة لحمل السلاح، وهي تختلف ضيقًا واتساعًا من مجتمع إلى آخر،

وهي في الغرب أوسع منها في الشرق في الجملة، وأيا كان الأمر فيجب اعتبارها والتقيد بها،

فإن اقتضى قانون بلد من البلاد استخراج ترخيص لحمل السلاح فمن رأى أنه في حاجة إلى ذلك أن يسعى لاستخراج هذا

الترخيص من الإدارات المعنية بهذا الشأن، لا يصلح أمر الناس إلا بذلك!

📑 وقد جاء في فتاوى لدار الإفتاء المصرية ما يلي:

وإصلاحًا بدون ترخيصٍ حرامٌ شرعًا؛ حيث إن ذلك من المواضع التي يحتاج فيها إلى سدِّ الذرائع للحدِّ من سوء استعماله

حفاظًا على أرواح الناس واستقرار الأمن، وقد أتى النبيُّ ﷺعلى قوم يتعاطَوْن سيفًا مسلولًا فقال: «لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا،

أَوَلَيْسَ قَدْ نَهَيْتُ عَنْ هَذَا؟» ثُمَّ قَالَ: «إِذَا سَلَّ أَحَدكُمْ سَيْفَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَأَرَادَ أَنْ ينَاوِلَهُ أَخَاهُ فَلْيُغْمِدْهُ، ثُمَّ ينَاوِلْهُ إِيَّاه» رواه أحمد.

❐فمن رأى أنه في حاجة إلى حمل السلاح أو التعامل فيه على النحو السابق بيانه فعليه أن يستخرج بذلك ترخيصًا

من جهة الإدارة المختصة، وعليه -إذا رخِّصَ له به- أن يلتزم بتبعات هذا الترخيص والأحوال التي يصَرَّحُ له فيها

بحمل السلاح واستخدامه، فإن لم يفعل عدَّ آثمًا شرعًا ومتسببًا فيما ينتج عنه من تبعات وخيمة؛

لأنه استخدم ما ليس له استخدامُه.))

❐أما إن كان المقصود السؤال عما تسترشد به جهات الإدارة المعنية بالتراخيص في سن هذه القوانين،

فتلك قضية تختلط فيها المصالح بالمفاسد، فيستنطق فيها الخبراء في شتى المجالات الأمنية والاجتماعية والنفسية،

وتستنطق فيها سجلات الأمن العام لدى الجهات الأمنية المعنية بملاحقة الجريمة والمجرمين،

واستقراء البيانات ذات الصلة وتحليلها، ثم يعمل في النهاية بما يقتضيه التوازن بين الحق الجبلي في حمل

السلام للدفاع عن النفس ودرء الصيال عند الاقتضاء، ومنع سوء استخدامه وكونه وسيلة أو ذريعة إلى البغي

والاستطالة على الآخرين.

✍🏻والله تعالى أعلى وأعلم

 

يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى الأقليات المسلمة لفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي

كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي

 

تاريخ النشر : 03 ديسمبر, 2022

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend