اشتراط الاغتسال من الحيض من أجل الجماع

هل يشترط لجماع الزوجة بعد انتهاء الحيض بأن تغتسل غسلها للصلاة، أم لا؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإنه يشترط لحِل جماع المرأة بعد انقطاع حيضتها الاغتسالُ من الحيض؛ لقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222].
وهذا هو الذي عليه جماهير أهل العلم(1). وإن خالف في ذلك بعضهم وأجاز جِماعَها بمجرد انقضاء حيضتها، وظاهر الآية الكريمة يرد عليهم. والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________________

(1) جاء في « بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع » من كتب الحنفية (1/ 38): «(وأما) الحيض فلقوله تعالى ﴿ولا تقربوهن حتى يطهرن﴾ [البقرة: 222] أي: يغتسلن».
وجاء في «التاج والإكليل لمختصر خليل» (1/ 550): «قال الله تعالى: ﴿ولا تقربوهن حتى يطهرن﴾ [البقرة: 222] أي يرين الطهر ﴿فإذا تطهرن﴾ [البقرة: 222] أي بالماء».
وجاء في «المجموع شرح المهذب» (2/ 147) من كتب الشافعية « وأما الحيض فإنه يوجب الغسل لقوله تعالى: ﴿ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن﴾ [البقرة: 222] قيل في التفسير: هو الاغتسال».
وجاء في «المغني لابن قدامة (1/ 223): «وقد علق الشرع على الحيض أحكاما؛ فمنها أنه يحرم وطء الحائض في الفرج، لقول الله تعالى: ﴿ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله﴾ [البقرة: 222] ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 الطهارة, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend