طالبة تريد أن تحول أوراق دراستها من الأزهر إلى التربية والتعليم

من فضلك أريد أن آخذ رأيك في موضوع؛ أنا في الصف الثالث الثانوي في معهد أزهري، وأعشق الأزهر منذ صغري، وحاولت في الصف الثالث الإعدادي أن أخرج من الأزهر إلى التربية والتعليم، وحاول معي أهلي كثيرًا، خاصة بعد أن حصلت على نسبة 90% وأعتقد أني كنت أستحق أكثر، إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل وعدت مرة أخرى إلى الأزهر، والآن سمعنا من الكثيرين أن الخروج من الأزهر مسموح، وبالفعل فقد حصل أبي على موافقة الأزهر، وتم قبولي في مدرسة تابعة للتربية والتعليم، والآن أنا في ورطة، فقد كنت أريد أن ألتحق بكلية الطب جامعة الأزهر، وأخاف كثيرًا مما قد يقع عليَّ من ظُلم في تصحيح الأزهر، خاصة أني مررت بتلك المأساة بسبب الظلم في التصحيح في الصف الثالث الإعدادي، وأخاف إن صمَّمْت على البقاء في الأزهر أن أكون قد وأدت حلمي بيدي، وأخاف إن خرجت منه أن أكون قد خرجت من العالم الذي كنت دائمًا أنتمي إليه وأفتخر به وأعتز، وأهلي تركوا لي الخيار تمامًا في كل ما أفعل وأنا لن أدخل جامعةً خاصة؛ لأني لا أعترف بها، فأنا أمام مفترق طرق أخاف أن أكرر المأساة، سواء ببقائي أو خروجي، وكذلك لا أعلم أي شيء عن جامعة الأزهر، وكل ما سمعته أنها ليست آدمية، ولكني لا أريد أن أقتنع؛ لأني أعتقد أن معظم من في الأزهر دخلوه عن كره وإجبار، وبالتالي فشهادته ليست محايدة، فما رأي حضرتك ماذا أفعل؟ أعتقد أن حضرتك سوف تفيدني كثيرًا في هذا الموضوع، وأثق في رأيك كثيرًا فأرجوك أخبرني ماذا أفعل، جزاك الله خيرًا كثيرًا، آمين، آسفة على الإطالة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فالذي أنصح لك به يا بنيتي هو البقاء بالأزهر، والصبر على ما قد يُصيبك من الدراسة فيه من بعض المظالم أو المفاسد، فالجامعات فيه ليست مختلطة، وتلك نقطة تَمَيُّز مهمةٌ وجوهريةٌ يتميز بها عن الجامعات الأخرى، وتهتم بها الفتيات الصالحات، وفي الدراسة فيه بقية من دراسة العلوم الشرعية، التي تفتقدها الدراسة الموازية في التربية والتعليم.
والأزهر يا بنيتي جزء من المجتمع المصري، يتأثر بما يقع فيه من أحداث، وبالتالي فإن كثرة الصالحين فيه يرجى أن تعيد الأزهر إلى سابق مجده، وريادته للعمل الديني والوطني بإذن الله، فاستخيري الله عز وجل، وسليه أن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend