ما حكم وضع المرأة للمكياج والكحل ولبس الخاتم والأسورة في اليد وهي خارج المنزل وأمام الناس؟ مع العلم أنها غير متعطرة، وتلبس الحجاب الشرعي، ولكن الوضع العام هكذا، وهي تضع المكياج بصورة خفيفة، والذهب العادي في اليد، فما حكم ذلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
أما الكُحْل في العين والخضاب والخاتم في اليد، فهو موضع نظر بين أهل العلم، بناء على الاختلاف في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31] فمن فسر الاستثناء الوارد في هذه الآية بالوجه والكفين أجاز إبداء ما يكون عليهما من الزينة الظاهرة كالكحل والخاتم والخضاب، ومن فسر ذلك بأطراف الثياب ونحوه لم يُجِز لها إبداء ذلك، فالقول في هذه هو القول في تلك، مع اتفاق الجميع على أن المرأة التي تكون ظاهرة الحُسن يتعين عليها ستر وجهها.
أما وضع المكياج من المساحيق ونحوه على الوجه عند الخروج، فلا أعلم أحدًا ممن ينقل عنه العلم أفتى بجواز ذلك، وإذا كان القواعد من النساء عندما خفف الله عنهن في أمر الحجاب قيد ذلك فقال: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ﴾ [النور: 60] فكيف بالشابات ومن لا يزلن في ميعة الصبا وريعان الشباب، والفتنة بهن أكثر، ودواعي النفوس إليهن أقوى وأظهر؟! فننصح أخواتنا بالامتناع عن ذلك، ونسأل الله لهن التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.