طلقني زوجي وأنا حامل؛ لأني لم أكن عذراء، والله شهيد أني لم يمسسني رجل قط، وكان يمارس عليَّ أنواع التعذيب مع أني أحبه والله العظيم؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن كنت يا بنيتي بريئة فإن الله جل وعلا سيُظهر براءتك على الملأ، وإن فاتك هذا الأمر في هذه الحياة فسوف يجمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه، وسوف يقتصُّ للمظلوم من الظالم.
فطيبي بذلك نفسًا، فقد روى البيهقي في «السنن» و«الشُّعَب»، والطبراني في «الأوسط» عن بريدة قال: لما قدم جعفر من الحبشة لقيه النبي صلى الله عليه وسلم  فقال: «أَخْبِرْنِي بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ». قال: مرَّت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام، فمر بها رجل على فرس فأصابها فرمى به، فجعلت أنظر إليها وهي تُعيده في مكتلها وهي تقول: ويلٌ لك يوم يضع الملكُ كُرسيَّه، فيأخذ للمظلوم من الظالم. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم  حتى بدت نواجذه، فقال: «كَيْفَ تُقَدَّسُ أُمَّةٌ لَا تَأْخُذُ لِضَعِيفِهَا مِنْ شَدِيدِهَا حَقَّهُ وَهُوَ غَيْرُ مُتَعْتَعٍ؟!»(1).
والحمد لله الذي لم يجعل أمرَ الحساب يومَ الدين ولا مفاتيحَ الجنة أو النار بيد أحد من خلقه، فالموعد الله والملتقى بين يديه. والله تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) أخرجه البيهقي في «سننه» (6/95) حديث (11294)، وفي «شعب الإيمان» (6/81) حديث (7548)، والطبراني في «الأوسط» (5/252- 253) حديث (5234)، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (5/208) وقال: «رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة لكنه اختلط وبقية رجاله ثقات».