زواج إباضي بسنية زنى بها(1)

جزاكم الله خيرًا، أريدُ السؤال عن حكم زواج الزاني بمن زنى بها بعد توبتهما إذا كانا من مذهبين مختلفين، يعني أحدهما سني والآخر إباضي، والمذهب الإباضي يحرِّم هذا الزواج، فماذا يجب عليهم فعله؟
وهل يجوز للشخص الإباضي مخالفةُ مذهبه والزواج من الشخص السُّنِّي؛ لأن مذهب أهل السنة يُبيح هذا الزواج؟ وهل يأثم الشخص الإباضي لمخالفة مذهبه؟ وإن لم يخالف مذهبه وامتنع عن الزواج فهل عليه شيء؟
هذا الشخص الإباضي قد تاب توبة نصوحًا، وهو خائف أن يقدم على فعل شيء محرَّم، ولذا فهو يخاف أن يتزوج ويكون هذا الزواج غيرَ جائز، وبحث بين علماء الإباضية لعلَّه يجدُ من يبيح له الزواج، ولكنهم أصروا على التحريم حتى مع التوبة والاستبراء بحُجَّة أنه لن يكون هناك سكينةٌ واستقرار في هذا الزواج، وسيكون مصيره الفشل، وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
الزواج جائز بعد التوبة، ولا يتصور شرعًا إلا ذلك، فالتوبة تجبُّ ما قبلها، و«التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ»(1). فقد أفتيناك بما نعلم من دين الله عز وجل، وأنت بعد ذلك صاحب القرار. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الزهد» باب «ذكر التوبة» حديث (4250) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وذكره الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» حديث (3145) وقال: «حسن لغيره».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 10 متفرقات في العقيدة.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend