مشاهدة أفلام كرتونية بها عقائد وأساطير باطلة

ينتشر الآن بين أوساط الشَّباب في العالم كلِّه مشاهدةُ ما يُسمَّى بالإنمي أو الرسوم المتحرِّكة اليابانية، مثل ناروتو وغيره، ويكفي أن تكتب هذا الاسم في البحث على الإنترنت لترى كم المهووسون بها، وهي تحتوي على خيالٍ وقتال وحبكة ولكنها أيضًا تحتوى على عقائد وأساطير باطلة، فهذه الشخصيَّات الكَرْتونيَّة منها من يُحىي الموتى ويعلم الغيب ويتحكَّم بعناصر الطبيعة، وهناك إلهيات مزعومة، فما حكم مشاهدتها؟ ألا يدخل هذا في باب الرضا بالكفر وأنت تعلم آيات النهي عن الجلوس مع أهل المنكر؟ يقول هؤلاء الشباب: إنهم يعتقدون بطلانَها، وإنما يُحِبُّون ما فيها من خوارق وقتالٍ مثيرٍ؛ لذلك لا يكون مشاهدُها كافرًا؛ لأنه يعلم أن هذا باطلٌ، فهل صحيح أن مشاهدَها المؤمنَ ببطلانها لا يكفر حتى لو استمتع بها؟ ومتى يكون كفرًا؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فجميل أن تَنْهى عن المنكر، وأن تُحذِّر مِن مثل هذه الرسوم التي تشيع مثل هذا الإفك وتبثُّه في وعي المشاهدين، ولكن ينبغي الحذر من المسارعة في التكفير، ف«أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ. فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ»(1)!
لا تكون هذه المشاهدةُ كفرًا إلا إذا صدَّق بمضمونها واعتقد ما تدعو إليه من الشِّرك وادِّعاء عِلم الغيب ونحوه، ولكن لا شكَّ أنها تحتوي على مخاطر جمَّة على دِين المشاهدين ودنياهم، فاستمرَّ في نَهْيك عنها ولكن لا تدخل في مضايق التكفير. بارك الله فيك، وزادك غَيْرةً وحَميَّة، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم (60).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   15 الأسرة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend