هل يجوز لنا أن ندعو أهلَ الكتاب إلى مجرَّد التوحيد وتركِ الشرك، كان نقول لهم إن لم تريدوا أن تصدقونا وتقبلوا ديننا فعلى الأقل اعبدوا الله وحدَه ولا تشركوا به، ولنجتمع على كلمة سواء بيننا؟
كأن نقول لهم: اعبدوا الإله الواحد الذي خلقكم، كلُّ معطيات العلم الحديث تشير بشكل أساسي إلى وحدة الخالق، لقد أثبت العلم وجودَ الخالق وأثبت وحدانيته، ومن أولى بالعبادة ممن خلقكم؟! فاعبدوه وتوجهوا إليه بصفته هذه ثم اسألوه الهداية والبيان.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الدَّعوة إلى التوحيد هي المدخلُ الطبيعي للدعوة إلى ما وراءها من بقية الأصول والفروع، أما الوقوف عندها وحدَها فلا تُغني عن أصحابها شيئًا في تحقيق الهداية المنشودة ولا في النجاة من الخلود في النار، إذا لم يؤمنوا بالإسلام دينًا وبالقرآن كتابًا وبمحمد نبيًّا ورسولًا، إذ لا يدخل الجنة بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلا من رضي بالله ربا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا ورسولًا، وبرئ من كل دين يخالف دين الإسلام.
فينبغي أن تكون هذه الرؤية مستقرَّةً وبينةً لدى الدعاة، ثم يرسمون من التراتيب الدعوية ما يرونه مناسبًا لكل مجتمع في إطار هذه الرؤية الشمولية. والله تعالى أعلى وأعلم.