احتفال الآباء بعِيد ميلاد أطفالهم نزولًا على رغبتهم لتسليتهم

ما هو حكمُ الاحتفال بعيد ميلاد الأطفال دون المبالغة فيها؛ من أجل إدخال الفرح لقلب الأطفال؛ حيث إنني ضدَّ هذه الحفلات، وأحاول جاهدة إقناع ابنتي ذات التسع سنوات بعدم الاحتفال بمثل هذه المناسبات؟
أعلم أن مشكلتي هي أنني عوَّدتهم منذ صغرهم على أعياد ميلادهم، ومشكلتي الأخرى تكمُن في الأقارب المحيطين بي واحتفالهم بأعياد ميلاد أطفالهم.
كيف أقنع ابنتي بعدم حضور حفلة عيد ميلاد قريبتها وصديقتها؟! لا أريد أن أضغط عليها، أريد أن تقتنع من ذات نفسها.
الرجاء إرشادي، هل من حل؟ مع الشكر الجزيل، وبارك الله فيكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن للأمة عيدين: الفطر، والأضحى.
فعن أنس قال: قَدِم رسولُ الله ﷺ المدينةَ ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟» قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال ﷺ: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمَا بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ»(1).
والاحتفال بأعياد الميلاد من الثقافات الوافدة، والعادات الدَّخِيلة على هذه الأمة، وقد نُهينا عن التشبُّه بغير المسلمين؛ فـ««مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»»(2).
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه  قال: قال رسول الله ﷺ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ». قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فَمَنْ؟!»(3).
وينبغي أن يُترفَّق بالأولاد في إبلاغهم ذلك، ويُشترى لهم ما شاءوا من الهدايا من غير ربطٍ بينها وبين هذا اليوم، وتقدم لهم البدائل المشروعة من الخروج إلى الاستجمام والتَّريُّض والتسوُّق ونحوه في مثل هذه المناسبات المحدثة لشَغلِهم بها عن طلب الاحتفال بهذه المناسبات البِدعيَّة. والله تعالى وأعلم.

__________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (3/ 103) حديث (12025)، وأبو داود في كتاب «الصلاة» باب «صلاة العيدين» حديث (1134)، والنسائي في كتاب «صلاة العيدين» حديث (1556)، والحاكم في «مستدركه» (1/ 434) حديث (1091)، وقال الحاكم: «حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وذكره النووي في «خلاصة الأحكام» (2/ 819) وقال: «رواه أبو داود والنسائي وغيرهما بأسانيد صحيحة»، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» حديث (2021).

(2) أخرجه أبو داود (4031) بإسناد حسن .

(3) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «أحاديث الأنبياء» باب «ما ذكر عن بني إسرائيل» حديث (3456)، ومسلم في كتاب «العلم» باب «اتباع سنن اليهود والنصارى» حديث (2669) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend