صفة أهل الكتاب

السؤال: من هم أهل الكتاب؟ ما هي حدود وضوابط أهل الكتاب- صفة الكتابيين- من يهود ونصارى، والتي بموجبها تحل ذبائحهم وتنكح نسائهم؟ مصحوبًا ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة. وهل تنتفي عنهم هذه الصفة بعد أن عارضوا نصوص كتابهم المقدسة الصريحة الواضحة في أمور كثيرة، مثل: استحلال الربا واستباحة الفروج وتحليل اللواط وإقرار الإلحاد؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
تتحقق صفة أهل الكتاب بالانتماء إلى اليهودية والنصرانية وما يقتضيه ذلك من موالاة أتباعهما، ولا يقدح في ثبوت هذه الصفة ما دخل على عقائد القوم من الفساد، ولا ما غشي ديانتهم من التحريف والتعديل، فقد قص الله علينا في كتابه كثيرًا من هذا التحريف، كالتثليث ونسبة البنوة إلى الله والتحريف المتعمد لكلامه، ورغم ذلك أحل لنا ذبائحهم، ولا أدل على ذلك مما ذهب إليه جمهور أهل العلم من إباحة ذبائح نصارى بني تغلب الذين لم يتمسكوا بدينهم.
فكل من بقي على ولائه وانتمائه للقوم فهو منهم، اللهم إلا إذا بلغ الخلل مبلغ الإلحاد المحض، فهنا نكون قد انتقلنا من دائرة أهل الكتاب إلى دائرة الوثنيين واللادينيين، وهؤلاء لا تحل ذبائحهم بلا نزاع.
روى البخاري في «صحيحه» عن الزهري أنه قال: «لا بأس بذبيحة نصارى العرب، وإن سمعتَه يسمي غير الله فلا تأكل، وإن لم تسمعه فقد أحله الله وعلم كفرهم». والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   09 آداب العلم وطرق تحصيله

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend