حول كيفية التعامل مع المرابي والمرتشي

تُبتُ من المال الحرام، وعندما أردت أن أبدأ من جديد وجدت نفسي في دوامة نتيجة كثرة الحرام، ومن يتعاملون به من الرِّبا والرشوة وغيره، وأعرف الكثير من هؤلاء الأشخاص، واختلاف الفتاوى فيمن يجوز التَّعامل معه ومن لا يجوز التَّعامل معه جعلني في مشكلة كبيرة بحيث هناك من يقول: إن الحرمة تتعلق بعين المال. وهناك من يقول: إن الحرمة تتعلق بالذِّمَّة.
وفي مسألة أصحاب الرِّبا هناك من يجيز التَّعاملَ مع المرابي؛ لأن الرَّسول صلى عليه وسلم تعامَلَ مع اليهود مع أنهم يأكلون الرِّبا(1).
وعندما سألت في بلدي قيل لي: إنه لا يجوز التَّعامل مع المرابي؛ لأن التَّعامل مع اليهود غير التَّعامل مع المسلمين، وقاسوا ذلك على مسألة ذبيحة المسلم إذا لم يسمِّ اللهَ وذبيحة أهل الكتاب مع أنهم لا يسمون الله عند الذبح ما هو الصَّحيح.
كيف يمكنُ العيش بالحلال في هذا الزمان؟ كما أن هناك مشكلة رأس المال من أين أحصل على رأس مال حلال؟
أرجو من فضيلتكم أن تحل لي هذا الإشكال، من يجوز التَّعامل معه ومن لا يجوزُ؟ وهل هناك فرق بين البيع والشِّراء والاقتراض والهبة وضمانة الأكل ممن مالهم مختلط أو ممن مالهم الحلال أكثر من المال الحرام أو ممن مالهم الحرام أكثر من المال الحلال أو ممن مالهم حرام؟ وشكرًا.

________________

(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «البيوع» باب «شراء النبي ﷺ بالنسيئة» حديث (2068)، ومسلم في كتاب «المساقاة» باب «الرهن وجوازه في الحضر كالسفر» حديث (1603)، من حديث عائشة ل: أن رسول الله ﷺ اشترى من يهودي طعامًا إلى أجلٍ ورهنه درعًا له من حديد.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنبارك لك توبَتَك، ونسألُ اللهَ أن يتقبَّلها منك، وأن يثبتك عليها، ونعيذك بالله من الخذلان ومن الفتنة بعد التَّوْبة، اللَّهُمَّ آمين.
والذي يظهر أن مشكلتك تكمُن في كثرة التنقل بين المفتين، وكثرة تسوق الفتوى من مواقع الإنترنت، وهذا لابُدَّ أن يوقعك في كثير من الحيرة والتخبط، والمخرج من هذا أن ترفع نازلتك إلى أوثق مَن تعرفُ من أهلِ العلم وتعمَل بفتواه، ولا تحاول أن تنتقل من مفتٍ إلى آخر لتختَبِر الفتوى، ولتقارن بين أقوال المفتين، اللَّهُمَّ إلا إذا وَقَعَ في نفسك ريبةٌ من بعض ما أفتيت به.
وأنصحك بالتحدُّث المباشر عبر الهاتف إلى أحدٍ من أهل العلم لتدير معه حوارًا مطوَّلًا حولَ قضاياك، وتسمع منه وتسمعه، وتنثر بين يديه كلَّ ما يعتمل في صدرك من أسئلة حائرة، ولعلَّك تتصل بنا على خط الفتوى، ويكون هذا بداية لخروجك من هذه المعاناة. وفَّقَنا اللهُ وإياك إلى ما تحبُّه وترضاه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الربا والصرف, 07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend