مسلمٌ يعيش مع زوجته في ضنك من العيش، وثلة من الأولاد. هل يجوز له تأخير الحمل حتى يستطيع توفير عيشٍ مناسبٍ لأهل بيته؟ جزاكم اللهُ خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فقد كان الصَّحابة يعزلون والقرآن ينزل فيهم ورسول الله بين أظهرهم، ولا أرى تأخيرَ الحمل إلا صورة مُتطوِّرة من صور هذا العزل، فما لم تترتَّب عليه أضرار صحية فلا حرج، ولتعلم أنه ما من نفس منفوسة قدَّر الله خلقها إلا وخُلقت مهما عزل من عزل، وتعاطى من وسائل تأخير الحمل من تعاطى! فلله الآخرة والأولى!
ولتعلم كذلك أن الأولادَ هبةٌ من الله لعباده؛ ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ *  أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾} [الشورى: 49، 50].
وكم من النَّاس في هذه الدُّنيا من تتوق نفسه إلى ولدٍ، ويتمنَّى لو يشتريه بكلِّ ما ملكت يداه! واعلم كذلك أن الله جل وعلا قد كفل لكل مولود رزقه، فإن الملك الموكل بالأرحام يكتب رزق الجنين وعمره وعمله وشقيٌّ هو أم سعيد، وعلى كل حال إذا مست الحاجة أو ترجحت المصلحة في تأخير الحمل إلى حين فلا حرج. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.