هل يجوز الزَّواج بمن تبدو أخلاقه حسنةً ويواظب على الصَّلاة، لكنه حليق؟ جزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد قال ﷺ: ««إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ»».
واللِّحية من سنن الفِطْرة ومن شعائر الإسلام، ولكن عمَّت البلوى بحلقها في كثيرٍ من الأوساط، سواء أكان مردُّ ذلك إلى فتاوى بعض المنتسبين إلى العِلْم في اعتبارها من سنن العادات وليس من سنن العبادات، أم كان مردُّه إلى الخوف من الملاحقات الأمنيَّة التي عمَّت بها البلوى في مناطق كثيرٍ من أُمَّتنا الجريحة.
ولهذا لم يُعَدَّ حلقها وحده علامةً على الفجور أو التهتك؛ لعموم البلوى بذلك، فإذا كان هذا الذي تقدَّم للزَّواج مَرْضيَّ السِّيرة والخلق في بقيَّة الجوانب، فيبقى التَّعرُّف على أسباب ترخُّصه في هذه الشَّعيرة، ودعوته بالرِّفق في هذا الجانب، ولا يُعَدُّ وحده من علامات رقة الدِّين، ولا من أسباب رفض الرَّاغب في الزَّواج. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
