أنا فتاة مغربيَّة أقطن في البلاد البلجيكية، كتب الله لي أن أتزوَّج بشابٍّ من المغرب، حيث كنا في عطلة وأتى لخطبتي وقَبِلتُه. تزوَّجته على أساس أن يأتي إلى بلجيكا ونعيش هنا، ونحن والحمد لله لنا نيَّة أن نُهاجر إلى بلد إسلاميٍّ عندما تكون أحوالنا المادية جيدة. لكن الله المستعان أمورنا قد صعبت وقاموا برفض دفع الفيزا، والآن صار لنا سنة ونصف، وأنا أزوره في المغرب بعض المرَّات، وطبعًا نحن الآن مُتزوِّجان قمنا بالعرس وكلِّ شيء، وطبعًا لما ذُقْنَا طعم الزَّواج السعيد صعب على كل منا أن يعيش في بلد وشريكه في بلد آخر. وهو يضطر المرَّات إلى أن يُنزل المنيَّ عبر اتصاله بي في الهاتف، وأنا كذلك، فهل هذا غير جائز؟
والأسباب التي جعلتني لا أستطيع العيش معه في المغرب هي أن والديَّ يرفضان أحواله المادِّيَّة الضعيفة في المغرب، كما أنه في المغرب يسكن مع أهله وإخوانه، ولا أريد أن أقع في الاختلاط وزوجي بعيد.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فأسأل الله أن يجمع شملَكما وأن يجعل لكما من ضيقكما فرجًا ومخرجًا، وينبغي لك أن تبذلي قصارى وُسْعِك لاستقدامه إليك، فإن لم يتيسَّر لحقتِ به في المغرب إلى أن يُيسِّر الله، وليس لأهلك ولايةٌ عليك في هذه المسألة بعد الزَّواج، فالحياة حياتكما والقرار قراركما، وطاعة الوالدين إنما تكون في غير معصيةٍ.
فإذا رأيتِ أن تلتحقي به في المغرب حتى يأذن الله بالسَّفر فافعلي ولا حرج، وأرجو أن يشرح الله صدر أهلك لذلك بإذن الله، ولكنني أؤكد أن إذنهما ليس بلازمٍ في ذلك، فاستخيري الله عز و جل  واعملي ما تَظُنِّينَه أرضى لله وأعبد له، وأبعد لك ولزوجك عن الزَّلَل.
أما عن الإنزال عبر الهاتف فإن كان مرد ذلك إلى مجرد المحادثة وما يصحبها من نشوة فأرجو أن الأمر في ذلك واسع، أما إن تجاوز ذلك إلى الاستمناء باليد، بأن يباشر كل منكما فرجه بيده فهو على أصل المنع، فاستعففا يعفكما الله، وكما أخبر بذلك المعصوم ﷺ: «وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ»، وقال تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور: 33]. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.