أنا أدين إلى الله بوجوب النقاب بعد دراستي لأدلة الفريقين وزوجتي ملتزمة به دون مشاكل، لكن حماي وحماتي- هداني وهداهم الله- يرفضون النقابَ لبناتي بشدة، وهم على وشك البلوغ لا يلبسون النقابَ حاليًّا، ولكن يعلمون أني عند بلوغ البنات سوف ألزمهم بالنقاب، هل من حق الأب أن يلزم الأولاد به ويرفع الخلاف؟ علمًا بأني لطيف للغاية مع زوجتي وأولادي وكل النَّاس؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن للأب أن يُلزم زوجه ومَن أطاعه من ولده في المسائل الاجتهادية، وما كان ينبغي لأحمائك أن ينازعوك فيما تختاره لأولادك، لاسيما ما تضمَّن مزيدًا من الورع والاحتياط للدين، ولكننا نُوصيك بالرفق مع أولادك ومعهم، وأن يكونَ ارتداء بناتك له مبنيًّا على اعتقادهم بوجوبه، أو على الأقل الاعتقاد بأفضليته، وليس لمجرد الإكراه والسلطة الأبوية، فإن هذا أنفع لهم في دينهم ودنياهم، وأدوم لارتدائهم له، وأدعى لهم للمحافظة عليه إن هبت رياح الفتن. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
