ما معنى حديث «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فَقَدْ أَشْرَكَ»(1)؟ وهل هو شركٌ غيرُ مخرج من الملة أم يُعتبر صاحبه من غير المسلمين ولا يجري عليه أحكام الإسلام؟ وكذلك التطاير والتشاؤم ما أثرهم على عقد النكاح؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الحلف بغير الله شركٌ أصغر، وقد يكون شركًا أكبر بحسب حال قائله ومقصوده، فإن كان يُعظِّم المحلوفَ به كتعظيم الله كان شركًا أكبر، وإلا فهو شرك أصغر.
قال ابن العربي في الحلف بالأيمان المشتملة على الحلف بغير الله: «من حلف بها جادًّا فهو كافر، ومن قالها جاهلًا أو ذاهلًا يقول: لا إله إلا الله. يكفر الله عنه، ويرد قلبه عن السهو إلى الذكر، ولسانه إلى الحق وينفي عنه ما جرى به في اللغو»(2).
والشرك الأصغرُ لا أثر له على أصل الدين ولا على عقد النكاح، ولكنه من كبائر الذنوب التي يتعين المبادرةُ إلى التوبة منها على الفور.
ويبدو أن لديك وساوسَ قهرية في هذا الباب؛ لأنك ما سألت سؤالًا عن شيء إلا وقفز إلى ذهنك على الفور خيالَ الرِّدَّة وانفساخ عقد النكاح.
وجميل منك أن تسأل، ولكن لا تستسلم لهذه الوساوس حتى لا تُفسد عليك دينك ودنياك، نسأل الله لنا ولك العافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) أخرجه أبو داود في كتاب «الأيمان والنذور» باب «في كراهية الحلف بالآباء» حديث (3251)، والترمذي في كتاب «النذور والأيمان» باب «ما جاء في كراهية الحلف بغير الله» حديث (1535) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وقال الترمذي: «حديث حسن».
(2) «فتح الباري» (8/612).
معنى حديث «من حلف بغير الله فقد أشرك»
تاريخ النشر : 18 مايو, 2025
التصنيفات الموضوعية: 02 الإيمان بالله: (توحيد الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات – الشرك وأقسامه).
فتاوى ذات صلة:
