كيف يتمُّ التَّخلُّص من التماثيل؟ هل بالتَّكسير، أم ببيعها والتَّصدُّق بثمنها؟ وكيف يتمُّ التَّخلُّص من تماثيل الذَّهَب والفِضَّة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن التماثيلَ التي تملكها تطمس معالمها، ويُكتفى في ذلك بقطع الرأس، فعن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي عليُّ بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ﷺ؟ ألَّا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مُشرفًا إلا سوَّيتَه(1).
وعند أبي داود والتِّرْمذي: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «َأَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامٌ سِتْرٍ(2) فِيهِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ، فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْبَيْتِ يُقْطَعُ فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَلْيُقْطَعْ فَلْيُجْعَلْ مِنْهُ وِسَادَتَانِ مَنْبُوذَتَانِ تُوطَآنِ، وَمُرْ بِالْكَلْبِ فَلْيُخْرَجْ»(3).
ولا بأس ببيع أنقاضها بعد ذلك إذا كانت لها قيمةٌ، كما لو كانت من مَعدِنٍ نفيس كالذَّهَب أو الفِضَّة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_____________
(1) أخرجه مسلم (969).
(2) الستر الرقيق من صوف ذو ألوان. انظر: «تحفة الأحوذي» (7/141).
(3) أخرجه البخاري (4158).