فضيلة الشيخ صلاح الصاوي حفظك الله، لا يخفى عليكم خطر الشيعة الرافضة على الإسلام والمسلمين، وما وصلت إليه دعوتهم منذ اندلاع ثورتهم في الثمانينيات من القرن الميلادي الماضي، كما لا يخفى عليكم اختلاف المسلمين دولًا وجماعات وأفرادًا في التعامل مع الرافضة.
ونحن في السنغال شهدنا في السنوات الماضية معارك كلامية بين الدعاة والشيعة، غير أن تلك المعارك خفت بعض الشيء لأسباب بعضها سياسية وأخرى إستراتيجية دعوية، غير أننا بدأنا نلحظ عودة للموضوع لدى بعض الدعاة واهتمامًا زائدًا منهم، ويرافق ذلك شيء من التشويش على الحركات الأخرى ممن يتفرغ لهذا العمل وتشكيك في منهجهم.
المرجو من فضيلتكم أن توضحوا لنا الطريقة المثلى في التعامل مع هذه القضية الشائكة مدعومة بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والقواعد الكلية للإسلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الخلاف بين السنة والشيعة خلاف جوهري حول قضايا ماسة بأصول الاعتقاد كما لا يخفى عليك، وإن كان من الشيعة عوام لا علاقة لهم بهذه المشكلات، ولا شأن لهم بها، بل إن من الفريقين عوام لا يعرفون إلا الانتماء المجمل للإسلام ولا مدخل لهم في هذه المنازعات ابتداءً، وينبغي أن يعامل كل فريق بما يستحق، وأن لا يؤخذ أحد بجريرة غيره.
ونؤكد أننا لا نريد أن يستثمر خصوم الإسلام هذه الأوضاع الشائكة لإغراء الفتن وإشعال نيرانها في أوساط الأمة.
ففي مقام البيان أرجو أن تبين الحق بجلاء ولكن بأسلوب راق عفيف مهذب ليس فيه استعداء ولا استعلاء، وليس فيه تمييع ولا التواء، وإن كنت في مقام التعايش وتحقيق المصالح فينبغي أن تدرك أن التعايش مشروع مع غير المسلمين، فكيف بعصاة أو مبتدعة أهل القبلة؟! فلكل مقام مقال، ولكل حالة ما يناسبها من الأحكام.
ونسأل الله لك التوفيق، والله تعالى أعلى وأعلم.