السؤال:
ما حكم الطرق الصوفية؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن التصوف تعبيرٌ مجمل، منه ما يُحمد ومنه ما يُذَمُّ، ومنه ما يُثاب عليه ومنه ما يُعاقب عليه، بل ومنه ما يبلغ مبلغَ الكفر البواح، كالقول بالحلول ووحدة الوجود، ونحوه.
- فإن قُصد به التصفيةُ والربانيةُ وطهارةُ الباطن، والاهتمام بالخشوع، والزهد في الدنيا- فهذه مقاصد حسنة، وهي مما يُثاب عليه، وبها جاءت الشريعة.
- وإن قُصد به بناء المساجد على القبور، وشدُّ الرحال إلى أضرحة الأولياء، واتخاذها أعيادًا ومواسم- فهذا وأمثاله من البدع.
- وإن قُصد به النذرُ لغير الله، ودعاءُ غير الله، واعتقادُ تصرُّفِ الموتى في شئون الأحياء- فذلك شِركٌ بالله عز وجل.
وينبغي أن يُعامل كلُّ فريق بما يستحقُّ، وأن يُعذر الجاهلُ بجهله، حتى يتبيَّن له الحقُّ، وتُقام عليه الحجة الرسالية التي يكفر معاندها.
وجلُّ القائم من هذه الطرق المذكورة مشوبٌ بالبدع والمحدثات، ونحبُّ لك أن تأخذ الحق الذي عند هؤلاء- إن وجد- من معين السنة المطهرة، بعيدًا عن تشرذمات هذه الطرق وتحوصلاتها. والله تعالى أعلى وأعلم.