ما حكم أخذ الجنسية الأمريكية؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فالتجنس في صورته الأصلية المطلقة المجردة باعتباره عقدًا بين الدولة والمتجنس يقبل بمقتضاه شرائعها، ويصبح بمقتضاه سَلَمًا لأوليائها وحربًا لأعدائها، فهذا الذي تنصرف إليه المحاذير التي ذكرها المانعون. أما التجنُّس في صورته المعاصرة في ظل ما شاع في العالم من مواثيق الحريات والتعايش السلمي بين الشعوب، وأصبح المسلم قادرًا على إقامة مؤسساته الدعوية ومراكزه الإسلامية في معظم دول العالم خارج ديار الإسلام، وتكفل له دساتيرها حرية إظهار الدين وإقامة شعائره، ومع هذا التسامح الذي تكفله دساتير هذه المجتمعات وترعاه المؤسسات الدولية- فإن التجنس في ظل هذه المتغيرات إذا حسنت فيه النية فلا حرج؛ لأنه سبيل إلى توطين المقيمين في هذه البلاد، والحصول على حقوقهم ودفع كثير من المظالم عنهم، وتمكينهم من المشاركة في بناء جالياتهم ومجتمعهم على النحو الذي تتسع به رقعة الخير وتنحسر به رقعة الشر. والله تعالى أعلى وأعلم.