أنا متدينة وأصلي وأخاف الله، ولكن كنت أقول أن الإيمان بالله هو اعتقاد أن نؤمن بأن الله موجود وأنه يوجد آخرة وجنة ونار، وكنت أقول أنني لابد أن أعتقد هكذا حتى أموت وأرى إذا كان هناك جنة ندخلها بإذن الله، وإن لم يكن سوف لا نخسر أي شيء، بدل أن أدخل النار أؤمن بوجودها وأنتظر، وكنت عندما أقرأ: وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [الأعراف: 44]. أقول أن كلامي صحيح. ثم قرأت أنه لابد من اليقين ولابد من أن لا يكون هناك شك، وبعدها قلت: أنا بما كنت أؤمن به كنت مشركة. فهل هذا شرك؟ وماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذه جهالات قد بدرت منك في زمن الغفلة والتخبط، وأرجو أن تكوني معذورةً بجهلك في ذلك، فإن مثل هذا الذي تقولين كثيرًا ما يتقاول به بعض الناس، لاسيما في البلاد التي تفشَّت فيها الاشتراكية والشيوعية، وذلك في معرض ردِّهم على الشيوعيين والملاحدة، ولقد مضى ذلك بالعلم والحمد لله.
ولابد أنك قد علمت أن الإيمان الذي يُنجِي أصحابه ليس هو مجرَّد الاعتقاد بوجود الله عز وجل، بل هو عبادة الله وحدَه، واتباع ما جاء به نبيه صلى الله عليه وسلم. فأغلقي هذا الملف، ولا تفتحي على نفسك محرقةَ الوساوس، حتى لا يتَّسع الخرق وتعجزي عن رقعه.
واستغفري الله عز وجل عما كان منك في زمن الجهالة والتخبط، والتمسي زيادة الإيمان من خلال العلم والعمل. والله تعالى أعلى وأعلم.