شيخنا ما نسمع في قذف عائشة رضي الله عنها بالفاحشة والسبِّ وبالأخص ما احتفَل به ياسر الخبيث في أحدِ الدول.
1- هل نُحذِّر في المساجد وعلى المنابر أن ما يطعنون به في عائشة يُعد من الفتنة بين الشيعة والسنة؟
2- وهل سبُّ عائشة والطعن فيها كُفرٌ؟ وما حكم من يُعارض آية براءتها؟
3- وهل الطعن في الخلفاء الأربعة كالطعن في عائشة أم أن الطعن فيها أشد جرمًا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن سبَّ الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة بما برأها الله تعالى منه رِدَّةٌ عن الإسلام؛ وذلك لما يتضمَّنه من تكذيبٍ صريحٍ لكتاب الله عز وجل، وكفرُ ذلك معلومٌ من الدين بالضرورة.
وأما سبُّ الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فهو من أنكر المنكرات وأفحش الموبقات، ولكنه دُون سب أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها بما برأها الله تعالى منه.
ومسألةُ التحذير من هذه المنكرات الغليظة تحتاج إلى خُطَّة شاملة واستراتيجية متكاملة؛ ففي المناطق الموبوءة نحتاج إلى وصفةٍ علاجية مركَّزة، تُستَنْفَر فيها الجهودُ وتُحتشد فيها الطاقات، ويُتداعى ذُو الرُّشد والبصيرة من الدُّعاة لرسم معالمها على مختلف الأصعدة، والتعاون مجتمعين على تطبيقها.
وفي المناطق التي كُتب لها العافيةُ من هذه الفتنة يكون التحذيرُ منها على المدى البعيد، بتضمين مناهج الدعوة ردودًا علميَّة رصينة على هذه المفتريات، في إطار من المنهجية العلمية التي تستهدف بيانَ الحقائق، وليس التهييج والتصعيد والاستعداء.
وفي كل ذلك ينبغي ألا يكون الهدفُ هو التراشقَ التهم والتقاذفَ بالمناكر، وإنما الهدف هو تجلية الحقائق، وردُّ الأباطيل، بمنتهى الرفق والموضوعية، مع الحرص التَّام على ألا تُنقل شرارةُ الفتن التي تستعر حرائقها في العراق مثلًا إلى مناطق أخرى لم تشهد هذه الحرائق، فمسلسلُ تبادُل إحراق المساجد، واغتيال الرموز- لا يجوزُ أن يسمح به العقلاء، مهما كانت المسوغات والاستفزازات، وفي الوقت نفسه فإن التحذيرَ من هذه الأباطيل لا يمنع من التعايش في إطار المصالح الدنيوية، وإذا كنَّا نتعايشُ مع غير المسلمين على ما ينسب إلى بعضهم من التربُّص بالمسلمات الجدد ونحوه، فأولى أن نتعايش مع هؤلاء بما يحقِّقُ المصالح ويدفع المفاسد، وتمضي به عجلة الحياة والدعوة؛ بعيدًا عن الاضطرابات والاحتقانات ما أمكن. والله تعالى أعلى وأعلم.