لقد أسلمت في السجن أثناء قضاء فترة العقوبة، وعائلتي لا توافق على إسلامي، فكيف أرضي الله وأحافظ في نفس الوقت على حسن علاقتي مع عائلتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
طاعة الله عز و جل مقدمة على طاعة من سواه، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس(1).
فاثبت على إسلامك وعلى طاعتك لله عز و جل وحرصك على مرضاته، ثم اجتهد بعد ذلك في برك بأهلك وصلتك لرحمهم بالقدر الذي لا يوقعك في سخط الله عز و جل ومعصيته.
ألن حديثك لهم، وارضخ لهم من مالك، وأحسن إليهم ما استطعت، واجتهد في دعوتهم إلى الله عز و جل ، واذكر قول الله تعالى في العلاقة بالوالدين: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾ [لقمان: 15] والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) أخرجه الترمذي في كتاب «الزهد» حديث (2414)، من حديث عائشة ل، بلفظ: «مَنْ الْتَمَسَ رِضَا الله بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ الله وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ»، وصححه الألباني في «صحيح وضعيف سنن الترمذي» حديث (2414).
وأخرجه ابن حبان في «صحيحه» (1/510) حديث (276) من حديث عائشة، بلفظ: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَى الله بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ الله سَخِطَ الله عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ».
وأخرجه الطبراني في «الكبير» (11/268) حديث (11696) من حديث ابن عباس ب، بلفظ: «من أَسْخَطَ اللهَ فِي رِضَى النَّاسِ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِ وأَسْخَطَ عليه من أرضاهُ في سَخَطِهِ، وَمَنْ أَرْضَى اللهَ في سَخَطِ النَّاسِ رَضِي اللهُ عنه وَأَرْضَى عنه من أَسْخَطَهُ في رِضَاهُ، حتى يُزَيِّنَهُ وَيُزَيِّنَ قَوْلَهُ وَعَمَلَهُ في عَيْنِهِ»، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (10/224) وقال: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن سليمان الحفري، وقد وثقه الذهبي في آخر ترجمة يحيى بن سليمان الجعفي».