لقد توفي والدي وكان لا يصلي إلا الجمعة ومعظم الصلوات في رمضان، ولكن عندما تُوُفي كان وجهه مبشِّرًا لأنه كان رحيمًا في تجارته.
المهم يقول ابن سيرين في كتابه «تفسير الأحلام»: «وأما الكافر الميت إذا رؤي في أحسن حال دلَّ ذلك على أمرِ عقبه ولم يدل على حسن حاله عند الله»(1).
فهل هذا الكلام ينطبق على أبي؛ إذ نراه في المنام طيبًا وجميلًا ومبشرًا بالخير، والأغرب أنه يطلب منَّا الزِّيادة في الدُّعاء، وذَكَر في رؤيا أنه كان يُعذَّب لتركه الصلاة، ولكن عندما دعا له أحدٌ أخرجه الله من النار إلى الجنَّة.فهل أبي ممن ينطبق عليه هذا القول؟
لقد تُوُفِّي والدي وكان لا يصلي إلا الجمعة ومعظم الصلوات في رمضان، فهل الميراث الذي يرثه أولاده المسلمون حلال أم حرام؟
____________________
(1) «منتخب الكلام في تفسير الأحلام» لابن سيرين (1/418).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد أفضى والدك إلى ما قدَّم، وهو الآن بين يدي ربِّه جل وعلا، وربه أعلم به، وأهل العلم في حكم تارك الصلاة تهاونًا وتكاسلًا فريقان: منهم من يحكم بفسقه، ومنهم من يقضي بكفره. والجمهور على تفسيقه، لاسيما إذا كان لم يترك الصلاة مطلقًا بل كان يصلي بعضًا ويترك بعضًا.
وبناءً على ذلك فيحل لكم أن ترثوا عنه أمواله، وأن تدعوا له بالرحمة والمغفرة، وأن تتصدَّقوا عنه، ففي دعاء الأحياء وصدقتهم منفعة للأموات، ثم يُفوَّض الأمر في شأن هذه الرؤى إلى الله عز و جل . والله تعالى أعلى وأعلم.