لقد تمَّ مؤخرًا تعيين قسيس جديد في المدينة التي نعيش فيها، وقد طلب منا بعض الإخوة إرسال رسالة تهنئة للقسيس الجديد الذي له دور مهم في مساعدتنا في تحقيق مشروع المقبرة الذي نحن بصدد تحضيره. هل يجوز لإدارة المركز الإسلامي إرسال هذه الرسالة؟ بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في التعاون على الخير العام الذي يُمثِّل مشتركًا بين مختلف الملل والنحل؛ لعموم قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم يوم الحُدَيبية: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ الله إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا»(1). فلتكن الرسالةُ رسالة ترحيب ودعوة إلى هذا التعاون، بدلًا من تضمينها عبارات التهنئة؛ لأن المرء لا يُهنِّئ على تبوئه موقعًا يدعو فيه لعبادة غير الله ويصدُّ فيه عن سبيل الله. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الشروط» باب «الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط» حديث (2734) من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنه .