ما قول السَّادة العلماء الكرام في ابن عربيٍّ والحلَّاج وابن سبعين وابن الفارض وغيرِهم ممن ينسبهم الصُّوفيَّة إلى الولاية، ويدَّعون لهم كرامتهم مع أن هناك علماء كثيرين كفروهم، فما القول الفصل من عندكم سادتنا حفظكم اللهُ وجزاكم اللهُ خيرًا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد نُسبت إلى مَن ذَكَرْت مقولاتٌ شنيعة في الحلول ووحدة الوجود وغير ذلك من العقائد الفاسدة، فضلًا عما هو دون ذلك من البدع والـمُحدَثات، والباطل ردٌّ على أهله أيًّا كانوا، فـ«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(1)، ومن نُسِب إليهم هذا الباطل قد أفضَوْا إلى ما قدَّموا.
واعتقادُ ولايتهم بسبب هذه الـمُحدَثات ضلالٌ في الدِّين، وتكفير آحادهم مجازفة، والصَّواب أن هذه الـمُنكَرات ردٌّ، وأن مَن نُسِبَتْ إليهم أمرُهم إلى الله ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [البقرة: 134]. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري (2697)