رزقني الله بولد وبنت منذ عشرين عامًا، وهم شديدو العَوْق (ذوو الاحتياجات الخاصة). والحمد لله استمررت برعايتهم إلى الآن ولكن قبل حوالي شهرين تركتني أمهم لأنها لم تستطع الاستمرار جزاها الله، والآن أنا وحيد معهم وليس بمقدوري تركهم والذهاب إلى العمل، والعمل أصبح في العراق خطرًا جدًّا. فطلبت مساعدة من ناس كثيرين ومنهم جمعيات إسلامية ولكن لم يردَّ أحدٌ عليَّ ولله الأمر. هل يحق لي أن أطلب مساعدة من الجمعيات اليهودية أو المسيحية؟
أرجو توضيح ذلك مع الشكر والتقدير. والله المستعان.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إذا ضاقت صدور المحسنين من المسلمين بحمل مرضاهم وذوي الاحتياجات الخاصة منهم جاز لك أن تطلب العون ممن تشاء، على ألَّا يكون ذلك على حساب دينك ومبادئك وألا يكون ذريعة إلى الفتنة في الدين، ونسأل الله أن يجعل لك من ضيقك فرجًا ومن كربك مخرجًا ومن عسرك يسرًا، وأكثر من قول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين(1). وأكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم تُكْفَ همك ويغفر ذنبك بإذن الله(2). والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) فقد أخرج الحاكم في «مستدركه» (1/685) حديث (1864) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا نَزَلَ رَجُلٌ مِنْكُمْ كَرْبٌ أَوْ بَلَاءٌ مِنْ بَلَايَا الدُّنْيَا دَعَا بِهِ يُفَرَّجْ عَنْهُ؟!» فقيل له: بلى. فقال: «دُعَاءُ ذِي النُّونِ؛ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِـمِينَ»، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» حديث (1744).
(2) فقد أخرج الترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة أواني الحوض» حديث (2457) من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللهَ اذْكُرُوا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْـمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْـمَوْتُ بِمَا فِيهِ». قال أُبي: قلت: يا رسول الله؛ إني أُكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «مَا شِئْتَ». قال: قلت: الربع؟ قال: «مَا شِئْتَ؛ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قلت: النصف؟ قال: «مَا شِئْتَ؛ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قال: قلت: فالثلثين؟ قال: «مَا شِئْتَ؛ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ». وقال: «هذا حديث حسن صحيح».