ما رأيکم حول الإمام الحسين ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فالحسين رضي الله عنه هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، سِبْط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم وفي أخيه الحسن: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا»(1). وقال فيهما: «الْـحَسَنُ وَالْـحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْـجَنَّةِ»(2).
وقال في أخيه الحسن خاصة: «ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْـمُسْلِمِينَ»(3).
وعن أبي بكرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلي فإذا سجد وثَب الحسنُ على ظهره وعلى عُنُقه، فيرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعًا رفيقًا لئلَّا يصرع. قال: فعل ذلك غير مرة. فلما قضى صلاته قالوا: يا رسول الله رأيناك صنعت بالحسن شيئًا ما رأيناك صنعته! قال: «إِنَّهُ رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَعَسَى الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْـمُسْلِمِينَ»(4).
وقد قتل رضي الله عنه شهيدًا مظلومًا في كربلاء، وكان ذلك في يوم عاشوراء من عام 61هـ وقد بقي هذا اليوم داميًا في قلوب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم ينسوه لأهل العراق الذين حضروا مصرع الحسين دون أن يدافعوا عنه، ففي البخاري: عن ابن أبي نعم : قال: كنت شاهدًا لابن عمر ب وسأله رجل عن دمِ البعوض فقال: ممن أنت؟ فقال: من أهل العراق. قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم ، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا»(5).
فنُشهد الله على محبته كما نُشهده على محبة صالحي أهل البيت بصفة عامة، أما قَتَلتُه فقد مضوا إلى ربهم وحسابهم عليه، وعند الله يجتمع الخصوم، ولكن لا يجوز أن نجعل من هذه الأحداث الأسيفة مرتكزًا لإثارة العداوات التاريخية وبعثها وإشاعتها في واقعنا المعاصر، أو مدخلًا إلى الوقوع في أحد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين، وتلك فتنة طهَّر الله أسيافنا فلم تتخضَّب بدمائها، فلنطهر ألسنتنا من الخوض فيها. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري في كتاب «المناقب» باب «مناقب الحسن والحسين ب» حديث (3753) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه .
(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (3/3) حديث (11012)، والترمذي في كتاب «المناقب» باب «مناقب الحسن والحسين» حديث (3768)، والحاكم في «مستدركه» (3/182) حديث (4778) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وقال الترمذي: «حسن صحيح»، وقال الحاكم: «هذا حديث قد صحَّ من أوجه كثيرة وأنا أتعجب أنهما لم يخرجاه».
(3) أخرجه البخاري في كتاب «المناقب» باب «مناقب الحسن والحسين ب» حديث (3746) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه .
(4) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/51) حديث (20535)، والبزار في «مسنده» (9/111) حديث (3657)، والطبراني في «الكبير» (3/34) حديث (2591)، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (9/175) وقال: «رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثق».
(5) أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «رحمة الولد وتقبيله ومعانقته» حديث (5994).