كنتُ قد تعرَّضتُ لموقفٍ مُحرِجٍ عندما تذكَّرتُه قلتُ غاضبًا كلمة ولفظة سيئة، فهل بذلك اعترضتُ على قضاء الله؟ وهل بذلك خرجتُ من الدِّين؟ وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنُذكِّرك بوصيته ﷺ: «لَا تَغْضَبْ»(1)، ونُذكِّرك بتحذيره ﷺ من أن الرَّجُلَ ليتكلَّم الكلمةَ مِن سخطِ الله لا يُلقي لها بالًا فيهوِي بها في النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب(2).
ومهما كان هذا الذي بَدَر منك فنُوصيك بالاستغفار والتَّوبة، ولا يَعظُم ذنبٌ على التَّوبة أبدًا ولو كان كفرًا وشركًا. ونسأل اللهَ لك التَّوبة والمغفرة، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الحذر من الغضب» حديث (6116) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(2) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الرقاق» باب «حفظ اللسان» حديث (6478)، ومسلم في كتاب «الزهد والرقائق» باب «التكلم بالكلمة يهوي بها في النار» حديث (2988)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، ولفظ البخاري: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ الله لَا يُلْقِي لَـهَا بَالًا يَرْفَعُهُ الله بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ الله لَا يُلْقِي لَـهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»، ولفظ مسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْـمَشْرِقِ وَالـْمَغْرِبِ».