أرجو من سيادتكم سعة صدركم والرد على سؤالي؛ لأنه يؤرقني كثيرًا:
هل يجوز لي أن أقدم لحماتي هدية في هذا الشهر بنية ألا أقدمها لها في يوم عيد الأم؟ حيث إنني أخشى أن أجرح مشاعرها وأحاسيسها إذا لم أقدم لها هديةً، مع العلم بأنني وزوجي نقدم لها الهدايا باستمرار طولَ العام وبغير مناسبة، وزوجي- والحمد لله رب العالمين- يعينني على طاعة الله ورسوله، وعلى أنني لا يجب أن أحتفل بيوم عيد الأم، وأنا أخشى أنه بهذه الطريقة أكون قد تشبهت بأهل السبت، أستغفر الله لي ولكم، وأدعو الله أن يدخلنا فسيح جناته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
إن الأصل في التهادي المشروعية، ولكن ينبغي تجنب التشبه بغير المسلمين في سمتهم وأعيادهم التي هي من خصوصياتهم، فإن لكل قوم عيدًا، والأعياد من جملة الشعائر والمناسك، ونحن نهدي لآبائنا وأمهاتنا طوال العام، وليس في أيام بعينها من العام، وننصحك بأن تأتمري في ذلك بينك وبين زوجك بمعروف، ما دام الله جل وعلا قد رزقك زوجًا صالحًا- والحمد لله- فتلك نعمة تُغبَطِين عليها، فإذا تجاوزتِ هذا الشهر فاهدي لحماتك ولغيرها كما تشائين. والله تعالى أعلى وأعلم.