صلاة القيام جماعة في غير رمضان

جزاك الله خيرًا يا فضيلة الشيخ لدي سؤال:
اتفقت مع صديقاتي بتخصيص يوم في المسجد لقيام الليل بعد صلاة العشاء، مع وجود الأزواج في مصلى الرجال، ويتخلَّل ذلك درسٌ إيمانيٌّ؛ بغرض الاستعداد لرمضان وشحذِ الهمم، ولكن إحداهن معترضة على فكرة صلاة القيام جماعة في غير رمضان. فهل هذا جائز؟ وجزاك الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن حدث هذا الذي تذكرين أحيانًا بصورة عارضة فلا بأس به، لعموم الأدلة التي تدلُّ على مشروعية النافلة، ولورود بعض الأدلة التي تدلُّ على ذلك.
أما إذا اتخذ ذلك سنةً راتبةً فلا يشرع؛ لما يدخله من شوب الابتداع، فإنَّ الأصل وإن كان سنةً لكن الكيفيةَ بدعةٌ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «الفتاوى الكبرى»: «صلاة التطوع في جماعة نوعان: أحدهما: ما تُسنُّ له الجماعة الراتبة كالكسوف والاستسقاء وقيام رمضان، فهذا يفضل في جماعة دائمًا، كما مضت به السنة. الثاني: ما لا تُسنُّ له الجماعة الراتبة، كقيام الليل والسنن الرواتب وصلاة الضحى وتحية المسجد ونحو ذلك، فهذا إذا فُعل جماعةً أحيانًا جاز، وأما الجماعة الراتبة في ذلك فغير مشروعة، بل بدعةٌ مكروهة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لم يكونوا يعتادون الاجتماعَ للرواتب على ما دون هذا، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما تطوَّع في ذلك في جماعة قليلةٍ أحيانًا، فإنه كان يقوم الليل وحده، لكن لما بات ابن عباس عنده صلى معه، وليلة أخرى صلى معه حذيفة، وليلة أخرى صلى معه ابن مسعود، وكذلك صلى عند عتبان بن مالك الأنصاري في مكان يتخذه مصلى صلى معه، وكذلك صلى بأنس وأمه واليتيم. وعامة تطوعاته إنما كان يصليها منفردًا»(1). والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) «الفتاوى الكبرى» (1/490).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend