ما حكم حِلَقِ الذِّكر الجماعية التي يقوم بها السادة الصوفية رضوان الله عليهم، والتي قد يتمايل فيها بعضُهم بسبب ما يصيبه من الوجد؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يخفى أن الذكرَ في ذاته من أجلِّ الطاعات وأعظمِ القربات، وهذا معلوم من دين الإسلام بالضرورة، سواء أكان الشخصُ منفردًا أو في جماعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُنَبِّئكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ, وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ, وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ, وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاق الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ, وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقكُمْ؟» قالوا: بلى. قال: «ذِكْرُ الله»(1).
ولكن المحذور ما يَغشى مجالس الذكر من بِدعٍ ومحدثات، تخرج بهذه الفريضة الجليلة عن رسومها الشرعية، حتى تحولت في بعض المواضع إلى مَسخٍ شائه يخجلُ منه أهلُ الدين ويرونه عارًا عليهم؛ حتى قال بعضهم في تسويغِ ذلك وتوجيهه:
فقُل للذي ينهى عن الوجدِ أهلَـــــه إذا لم تذُق معنى شراب الهوى دَعْنا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يخفى أن الذكرَ في ذاته من أجلِّ الطاعات وأعظمِ القربات، وهذا معلوم من دين الإسلام بالضرورة، سواء أكان الشخصُ منفردًا أو في جماعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أُنَبِّئكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ, وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ, وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ, وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاق الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ, وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقكُمْ؟» قالوا: بلى. قال: «ذِكْرُ الله»(1).
ولكن المحذور ما يَغشى مجالس الذكر من بِدعٍ ومحدثات، تخرج بهذه الفريضة الجليلة عن رسومها الشرعية، حتى تحولت في بعض المواضع إلى مَسخٍ شائه يخجلُ منه أهلُ الدين ويرونه عارًا عليهم؛ حتى قال بعضهم في تسويغِ ذلك وتوجيهه:
فقُل للذي ينهى عن الوجدِ أهلَـــــه إذا لم تذُق معنى شراب الهوى دَعْنا
إذا اهتزت الأرواح شوقـًا إلى اللِّقا
ترقصت الأشباحُ يا جاهل المعنــى
فإنا إذا طبنا وطابت عقولنــــــــــــا
وخامرنا خمرَ الغرام تهتَّكنـــــــا
وخامرنا خمرَ الغرام تهتَّكنـــــــا
فلا تَلُم السكرانَ في حــــال سُكـــره فقد رفع التكليف في سُكرنا عنـــا
فإذا نُقِّيت هذه المجالس مما خالطها من البدَعِ ولزم أهلُها رسومَ السنة المطهرة فأنعم بها وأكرم!
ومن ذلك أن يكون ذكرُ الله عز وجل بجملة مفيدة وليس بالاسم المفرد، فهذا هو الصحيح المأثور في كتب الأذكار والدعوات في صحيح السنة المطهرة.
ومن ذلك أن لا يُفرِّط الذاكرون في الفرائض الشرعية التي افترضها الله عز وجل على سائر عباده، فإن الله لا يقبل نافلةً حتى تؤدَّى الفريضة(2).
ومن ذلك تجنُّب مثل هذه التهتكات المشار إليها في الأبيات المذكورة، فلا تزال عارًا على الذِّكر والذاكرين، وليس لأصحابها عليها أثارة من دليل. والله تعالى أعلى وأعلم.
ومن ذلك أن يكون ذكرُ الله عز وجل بجملة مفيدة وليس بالاسم المفرد، فهذا هو الصحيح المأثور في كتب الأذكار والدعوات في صحيح السنة المطهرة.
ومن ذلك أن لا يُفرِّط الذاكرون في الفرائض الشرعية التي افترضها الله عز وجل على سائر عباده، فإن الله لا يقبل نافلةً حتى تؤدَّى الفريضة(2).
ومن ذلك تجنُّب مثل هذه التهتكات المشار إليها في الأبيات المذكورة، فلا تزال عارًا على الذِّكر والذاكرين، وليس لأصحابها عليها أثارة من دليل. والله تعالى أعلى وأعلم.
—————————–
(1) أخرجه مالك في «موطئه» (1/ 211) حديث (492)، وأحمد في «مسنده» (5/ 195) حديث (21750)، والترمذي في كتاب «الدعوات» حديث (3377)، والحاكم في «مستدركه» (1/ 673) حديث (1825). من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (10/ 73) وقال: «رواه أحمد وإسناده حسن»، والمنذري في «الترغيب والترهيب» (2/ 253 – 254) وقال: «رواه أحمد بإسناد حسن».
(2) فقد أخرج البخاري في كتاب «الرقاق» باب «التواضع» حديث (6502) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ
(2) فقد أخرج البخاري في كتاب «الرقاق» باب «التواضع» حديث (6502) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ