أنا أقرأ كثيرًا في الثقافة الإسلامية بجانب العلوم الشرعية التي أمضي تعلمًا فيها، وأنا أهتم كثيرًا بالمجدِّدين الذين جاءوا بالفكر الجديد الذي يزيدنا تعمقًا وتعلقًا بديننا ويزيدنا إيصالًا لغير المسلمين، ويعلمنا الكثير من التدبُّر وترسيخ الإسلام في حياتنا، وقرأت كتب للشيخ سيد قطب رحمه الله، وكنت بدأت أستشهد بروائعه التي تعلمت منها كثيرًا، وبعد ذلك بدأت أعلم أن له قضايا تكفيرية وهُجم عليه فيها، وأيضًا مسائل سب الصحابة رضي الله عنهم.
ولقد صدمت في ذلك، ما نصيحة فضيلتك؟ خصوصًا أن الكثير من طلاب العلم نصحوني أنه ضال مضلٌّ وأنا لا أجده كذلك تمامًا بل أجد أناس على علم شديد يستشهدون به ويقرءون له، بل ويتبعون مدرسة هذا الرجل القريب إلى قلبي رحمه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإننا نحب الأستاذ سيد قطب كما تحبُّه، ولكننا لا نعتقد عصمته، فهو ليس بفقيه ولا مُحدث، ولكنه داعية إلى الله عز وجل فتح عليه في تدبر القرآن الكريم فكان كتابه «الظلال» الذي يُعد إضافةً فريدة متميزة إلى المكتبة الإسلامية، وقد مرَّ بمراحل فِكريَّة في حياته.
وبعض كتاباته التي تُنتقد عليه كانت في مراحل مبكرة من حياته، فلا تُصغ إلى من يُهيلون التراب على الرموز، ولا تعتقد عصمةً في أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فكلُّ الناس يُؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فابدأ بالتفقه في أصول أهل السنة، ثم استمتع بقراءة «الظلال» وبغيره، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.