هل أفعال الله تدخل في اسم الله الباطن؟ يعني أننا نرى الإنسان يموت مثلًا ولا نرى كيفيَّةَ ولا طريقةَ الله في ذلك، وأيضًا هل لون الوجه والذكاء مثلًا من أنواع أستار الله؟ يعني أن الإنسان يفعل كبيرةً أو جريمة ولا تظهر في وجهه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فإن اللهَ جلَّ وعلا فعَّالٌ لما يُريد، ولا تنفكُّ أفعاله عن حكمته، وهو تعالى يُمضي قَدَره بالأسباب أو بدونها، أو بنقيضها، لا رادَّ لقضائه، ولا مُعقِّب على حكمه.
وكلُّ ما يتعلَّق بأسماء الله جلَّ وعلا وصفاته لا علم لنا بكيفيَّته، فنحن نعلم المعنى، ونفوِّض الكيف إلى الله عز وجل ، هذه بعض المعالم العامَّة في هذا الأمر، وأرجو أن تشتغل بعد ذلك بما ينفعك(1).
واعلم أن كلَّ مسألة لا ينبني عليها عملٌ فالخوض فيها من التَّكلُّف الذي نُهينا عنه(2). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «القدر» باب «في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة» حديث (2664) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الْـمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الله مِنَ الْـمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بالله وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».
(2) فقد أخرج البخاري في كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب «ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه» حديث (7293) من حديث أنس رضي الله عنه قال: كنا عند عمر فقال: نُهينا عن التَّكلُّف.
وفي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب «ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه» حديث (7289)، ومسلم في كتاب «الفضائل» باب «توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه أو لا يتعلق به تكليف وما لا يقع ونحو ذلك» حديث (2358)، من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَعْظَمَ الْـمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَـمْ يُحَرَّمْ فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ».