خوف مهندس إلكترونيات ملتح من الرجوع إلى مصر وقت الانقلاب العسكري

أنا مهندس إلكترونيات مصري، أعمل في مجال دقيق جدًّا في البحث العلمي، وأنا الآن في رحلة بحثية في ثالث أفضل جامعة في العالم. من المفترض أن أعود إلى مصر في شهر ديسمبر لأنقل ما تعلمته وأقوم بأعمال أخرى لتأسيس فريقٍ بحثي عالي الكفاءة في مصر بالتعاون مع جامعات عالمية؛ بهدف نهضة المجالات البحثية في مصر، وهذا هو هدف مشرف العمل.
المشكلة أني لا آمنُ أن أعودَ إلى مصر في ظلِّ الظروف الحالية لأني ملتَحٍ وأصدقائي كذلك، وفكرت أن أُكمل بحث الدكتوراه بالخارج ثم أعود إلى مصر بعد عدة سنوات رجاءَ استقرار الأمور حين ذاك.
ولكن رغبة مشرفي أن أرجع إلى مصر لأنقل ما تعلمته ثم أُسجل الدكتوراه؛ بحيث أتواجد تسعة أشهر في مصر وثلاثة بالخارج، وقال لي أنه إذا حدث سوءًا لي من اعتقال أو قتل عشوائي سيكون في سبيل الله؛ لأن نيَّتَنا الإصلاح والنهضة بمصر في مجال البحث العلمي.
وحذرني بأن كلَّ فريق لو فعل مثل ما أُريد فلن يكون هناك من يُصلح البلد وسيسافر كلُّ الأخيار.
فما رأي حضرتك؟ أتوكل على الله وأرجع وأحتسب إن حدث مكروهٌ، أم أبقى بالخارج وأُسجل الدكتوراه كليةً بالخارج ثم أرجع بعد أن تهدأ الأمور؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن توجيهَ المشرف لاجتهاده توجيهٌ سديد، ولكن لعلَّ المناقشة في التوقيت، الوقت الراهن ليس هو الوقت المناسب للتفرُّغ لخدمة البلد، وتطويرها، في ظلِّ الغليان القائم، والاغتصاب للسلطة، واستباحة دماء المعارضين، وهذه الممارسات القمعية المجرمة.
وأيًّا كان تقدير الموقف فإن الأمور تُبنى في مثل ذلك على غلبة الظن، فإن غلب على ظنِّك أنك لن تُمَكَّن من ذلك لأسباب أمنيَّة فلا ينبغي التغرير بالنفس والإلقاء بها إلى التهلكة، وإن غلب على الظن خلاف ذلك فاستخر الله عز وجل وأقدم، ولعل الأيام القادمة إلى نهاية ديسمبر تجلي لك الموقف بإذن الله. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 السياسية الشرعية

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend