حــتى لا يحتــرق الأمــل!! نصيحــة لطـالبـان

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الدكتور /صلاح ..

▪︎خرج الأمريكان من بلاد الأفغان وحركة طالبان وصلت لسدة الحكم مرة اخرى وعمت الفوضى والذعر بين جموع الشعب الأفغاني ونحن نرى في وسائل الإعلام مشاهد غريبة مثل هروب طوائف الشعب فمنهم من هو ممسك بعجلات الطائرات التي تغادر وهي تحمل اكثر من طاقتها هروبًا من حكم طالبان وخوفًا من تسلطهم في الحكم وحرمان النساء والأطفال من التعليم وتحريم أمور كثيرة ما حرمها الإسلام فنحن نرى كل هذه الأمور في الإعلام والصحف، ولا نستطيع فهم ما يحدث ومن هو الصادق ومن المعتدي؟

 ▪︎فما هي رؤيتكم للمشهد وما نصيحتكم لمن وصلوا لسدة الحكم في أفغانستان ولجموع الشعب الافعاني بارك الله فيكم ..

الجواب:

••⊰✿ بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم✿⊱••
الحمد لله، والصلاة والسلام على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعــد:

🌀 “طــالبــان : خـلفيــة تـــاريخيــــة”🔖

فإن طالبان هم طلبة أو خريجو المدارس الديوبندية.

والديوبندية⬅️ مسلمون ديانة، وأحنافٌ مذهباً، وماتريديةٌ عقيدةً، وصوفيةٌ نقشبنديةٌ مسلكاً، ينتمون إلى إمام محدثي الهند (شاه ولي الله الدهلوي) فكرياً، وينتسبون إلى جامعة دار العلوم في مدينة (ديوبند) بولاية (اوتار براديش) في (الهند)، وتسمى (أزهر الهند)وهي مدرسة فكرية عميقة الجذور الهندية، طبعت كل خريج منها بطابعها العلمي الخاص.

❐وقد أسس جامعة (ديوبند) مجموعة من علماء الهند عام ١٨٥٧م، بعد أن قضى الإنجليز على الثورة الإسلامية في الهند ، فكان تأسيسها رد فعل قوي لإنقاذ المسلمين من مخاطر هذه الظروف ، حيث رأوا أن الحل بإقامة المدارس الدينية والمراكز الإسلامية، لحماية الإسلام من التأثير الغربي في شبه القارة الهندية وابتلاعه للديانة الإسلامية.

❐ويبقى أن( الديوبندية) شأنهم شأن غيرهم من الطوائف والمذاهب الأخرى ليسوا سواء، فهم طوائف: منهم الغلاة، ومنهم المعتدلون، ومنهم من هم أقرب للبريلوية، ومنهم بين ذلك. ويعامل كل فريق بما يستحق.

❐وقد نشأت حركة طالبان عام ١٩٩٤م في ولاية (قندهار) جنوب أفغانستان على الحدود مع باكستان، على يد الملا/ محمد عمر مجاهد.

وكانت تهدف كما يقول مؤسسها إلى القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي والقضاء على الفوضى بين الطوائف المتصارعة، واعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان ،فساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الديبوندية الذين بايعوه أميرًا لهم.

❐ هـــذا… ولا تعد حركة طالبان حركة سلفيّة جهاديّة، أو علميّة، أو حركيّة، فمن يحاول نسبة طالبان إلى السلفية فقد أبعد النجعة، بل إنّ من السلفيين من ينظرون إلى طالبان بناءً على عقيدتهم على أنهم مبتدعةٌ منحرفون في الاعتقاد (كونهم ماتريدية صوفية)،

ولا يخفى أن نَفَس التبديع كان متبادلًا لدى فئام من هؤلاء وهؤلاء، وقد كان التعامل بين أصحاب هذا النفس من الفريقين من قبيل الضرورة للدفاع عن بيضة الإسلام، أو من قبيل المصالح  والواقعية السياسية.

❐ومن جهة أخرى فإن طالبان تقدم نفسها كحركة إسلاميّة وطنيّة محلية تحررية، حدود عملها أفغانستان، وليس لها خطاب أممي بخلاف غيرها من الحركات الراديكالية الأخرى.
 
📍 وبين يدي هذا الحدث الكبير أود أن أوطئ بهذه المـقـدمــة:

إن الحديث عن انتصار طالبان ينبغي أن يوضع في إطاره الصحيح، فلم يكن لطالبان من القوة المادية ما قهرت به جيوش أمريكا، بل الأمر كله لله،
▪︎فهو كما قال تعالى:
(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .
▪︎ أو كما قال تعالى:
(وما النصر إلا من عند الله) .
▪︎أو كما قال تعالى :
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).

ونرجو أنه قد كان لديهم من الربانية واستفراغ الوسع فيما لديهم من أسباب مادية على محدوديتها ما أعانهم الله به على تحقيق مرادهم بغير إيجاف من خيل ولا ركاب!

وإنها لبسبيل مقيم::”من صدق الله صدقه!”

ومن ناحية أخرى فإن على طالبان أن ترعى هذه النعمة وأن تصونها، حتى لا تفجع الأمة بانكسارها كما فجعت بانكسار تجارب كثيرة معاصرة!

ما قضينا ساعة في عرسها! وقضينا العمر في مأتمها!  

وذلك من خلال تدبر ما يلي:

📌أولاً: إعلان العفو العام على غرار (اذهبوا فأنتم الطلقاء) إلا بالنسبة لمن كان مطلوبًا بحق لآدمي لا يصلح فيه عفو ولي الأمر، وذلك لتقدم رسالة طمأنة إلى الداخل والخارج، محليًا وعالميًا، وقد جاء هذا في حديث ضعيف يوم فتح مكة، ولكن معناه يتقوى بشواهد أخرى.
 
📌ثانيــًا: اعتبار المآل عند إنكار المناكر باليد، والتحقق من غلبة المصلحة فيما يأتون من ذلك أو يذرون: فلقد شرع النبي ﷺ، لأمته إنكار المنكر ليحصل بإنكاره من المعروف ما يحبه الله ورسولهﷺ، فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسولهﷺ فإنه لا يسوغ إنكاره وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله،

وهذا يتصور على مستوى الدول الناشئة كما يتصور على مستوى الآحاد.

 ▪︎ولقد روي عن عمر بن عبد العزيز أن ابنه عبد الملك قال له:
“ما لك لا تنفذ الأمور؟ فوالله ما أبالي لو أن القدور غلت بي وبك في الحق”. قال له عمر:
“لا تعجل يا بني، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين، وحرمها في الثالثة!
وإني أخاف أن أحمل الحق على الناس جملة، فيدفعوه جملة، ويكون من ذا فتنة”.

 ▪︎وقد كان عمر بن عبد العزيز وهو الخليفة الراشد على رأس دولة متمكنة ذات شوكة ومنعة

▪︎فالمقصود إذن باعتبار المآل ألا يفضي الأمر أو النهي إلى مفسدة أعظم هي أسخط لله من مفسدة إضاعة هذا المعروف أو التلبس بهذا المنكر، وذلك لما تمهد في الأصول من أن مبنى الشريعة تحقيق أكمل المصلحتين ودفع أعظم المفسدتين عند التعارض،

▪︎وقد سبقت الإشارة إلى نهيه ﷺ عن قتل عبد الله بن أبي بن سلول وقد كانﷺ على رأس دولة، حتى لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه،

▪︎ونهيه سبحانه وتعالى عن سب آلهة المشركين حتى لا يسبوا الله عدوًا بغير علم،

▪︎وامتناعه ﷺ من إعادة بناء البيت على قواعد إبراهيم لأن الناس كانوا حديثي عهد بجاهلية وقد كان على رأس دولة كذلك.

▪︎إن رفع الهمم للتشوف إلى إقامة الدين كما أنزله الله، والارتفاع بسقف المطالب إلى تغيير جميع المنكرات، لا يتعارض مع القبول بالممكن والمتاح في الحال، وتهيئة الأسباب لما يمكن تحقيقه في المآل، خشية أن يفضي الإصرار على غير المتاح في الحال إلى فقد المتاح وغير المتاح في الحال وفي المآل!
[2]
📌ثالثـًـا: وأن كثيرًا ممن يتخوفون من المشروع الإسلامي أو يجادلون في تطبيقه يخشون من سوء القراءة أو سوء التطبيق، وقليل منهم هو الذي يضمر سوءاً للشريعة خاصة وللتدين عامة.

▪︎وإن من الإنصاف الإصغاء لمخاوف المعارضين وهواجسهم، والتحاور معهم حولها، فإن كثيرًا منها مخاوف مشروعة،

وقد كان لكثير منهم مع بعض تجارب الإسلاميين فتنة وذكريات أليمة!

ولا شك أن أول الطريق إلى الخروج من هذا الفصام النكد بين الضمير والواقع هو السعي الجاد لإزالة هذه التخوفات، والتوافق على آليات تمنع سوء الفهم أو سوء التطبيق.

📌رابعـًـا: تجديد الخطاب الديني مما عسى أن يكون قد علق بمضمونه من قبل بعض المنتسبين إليها من شوائب الغلو والتفريط، وتجديد كيفية أدائه بما يلائم الزمان والمكان والمخاطبين، وتجديد الاجتهاد عند تغير المناطات، وتمييزه عن التحريف المذموم، واستفاضة البلاغ بالوسطية، وإدانة مفاهيم الغلو، والنصح لأصحابها وإقامة الحجة عليهم، وإعلان البراءة من غلوهم،

📌خامسـًـا: عدم حبس المرجعية الإسلامية في مذهب واحد نشأوا في كنفه، بل الانفتاح على جميع المذاهب المتبوعة عند أهل السنة، فقد وجد الإسلام قبل أن توجد المذاهب، وحاجات الامة أكبر مدى و أوسع تشعبًا من أن يحيط بها مذهب واحد، والتعاون في ذلك مع جميع المؤسسات والمعاهد الشرعية محليًا وعالميًا، ( الأزهر، والزيتونة، والقرويين، وأم القرى، والمجامع الفقهية، ونحوها)

وربما كان من المناسب إنشاء مجمع للبحوث الإسلامية على غرار مجمع الازهر في مصر، أو مجمع فقهي أفغاني على غرار المجامع الفقهية الدولية تمثل فيه مختلف المذاهب الفقهية المتبوعة، عند أهل السنة، وذلك لتغيير الصورة النمطية التي رسمتها لها وسائل الإعلام العلمانية المعادية للدين من المنتسبين إلى الملة ومن غيرها من الملل الاخرى.

📌سادسـًـا: المحافظة على اللحمة الوطنية والالنزام بثوابتها
ذلك أن  من طبيعة المرحلة الانتقالية بعد الثورات – والتي قد تمتد أحيانا لسنوات – السيولة السياسية والاضطرابات الداخلية، ولذلك فإنها لا تحتمل زيادة على ذلك شق اللحمة الوطنية، أو تعميق الانقسام والاستقطاب، أو إثارة الوهن وتسعير الاختلاف في صفوف مريدي الإصلاح ممن يسعون جهدهم ويستفرغون وسعهم لتخفيف المظالم، وتقليل المفاسد من خلال هذه المواقف الدعوية أو السياسية،
وذلك بالتأكيد على ضرورة التزام جميع الكيانات الرسمية والشعبية بالثوابت الوطنية التي تؤكد على وحدة النسيج الإجتماعي لأفغانستان، وتنآى في خطابها وفي سلوكها عن إثارة الاحتقانات الطائفية الدينية أو العرقية،
وكل خروج عن هذا المسار يعد فسادًا في الأرض، وخروجًا عن الجادة، ويستوجب التصدي له بحزم شعبيًا ورسميًا،

❐وقد جاء في الحديث النبوي «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله: أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.» .

❐ويتأكد هذا المعنى في المؤسسات ذات الصبغة الدينية التي ينبغي أن ترعى هذه المعاني في خطابها وفي تصريحات رموزها، وأن تضرب على أيدي أصحاب الغلو ممن ينتسبون إليها، فتنصح لهم، وتمنعهم من التخريب والفساد، وتعلن براءتها منهم عند الإصرار على العناد والخروج على الشرعية.

📌سابعـًـا: اللحمة الوطنية لا تعني التفريط في الثوابت الدينية.
هذا وإن اللحمة الوطنية والتعاون على المشتركات الحضارية لا يعني التفريط في الثوابت الدينية، ولا التلفيق بين الملل والنحل، إذ لا يلزم للتعاون على المشتركات الحضارية أن يكفر أحد الفريقين بثوابته ليلتقي مع الآخر!
وإنما يعني التعاون على ما فيه خير الإنسان وحفظ كرامته وحماية حقوقه، ورفع الظلم ورد العدوان عنه، وحل مشكلاته، وتوفير العيش الكريم له، وهي مبادئ مشتركة جاءت بها الرسالات الإلهية، وأقرتها الدساتير الوضعية، وإعلانات حقوق الإنسان الدولية، فالتواصل يجري وفق القاعدة القرآنية: ﴿لكم دينكم ولي دين﴾ [الكافرون:6].

📌ثامنـًـا: التعاون مع كل من دعا إلي شيء من الخير ولو قصر في غيره
فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى أجيب إلى ذلك كائناً من كان، ما لم يعارض ذلك بمفسدة أكبر، وذلك لعموم الأدلة التي تأمر بالتعاون على البر والتقوى، وتنهى عن التعاون على الإثم والعدوان، بالإضافة إلى كون ذلك وسيلة من وسائل تماسك النسيج الاجتماعي للدولة، والحيلولة دون اختراقه من قبل خصومها.
[3]

📌تاسعـًـا: إدراك أن إدارة الدول: أصول شرعية وتجارب بشرية
الإيمان بأن كثيرا من مسائل إدارة الدولة هي مما تركته الشرائع السماوية عفوا، وأحالت فيه إلى التجارب البشرية والحضارات الإنسانية، وهي تمتلك بدورها رؤى ونظريات واجتهادات بشرية لمواجهة كثير من التحديات السياسية المعاصرة، ومن ذلك ما هو مشترك إنساني عام، تباركه الرسالات السماوية، وتتفق على أصوله الفطر البشرية، والفلسفات الوضعية، كرفض الظلم والعدوان، وانتهاك حقوق الإنسان، والتفكك الأسري، وإثارة الاحتقانات الطائفية، والإضرار بالبيئة البشرية…. الخ.

📌عاشــرًا: الحوار الجاد لتطويق الإحتقانات الطائفية والفكرية وسلميته
الحوار الجاد – في إطار الإيمان بالله ورسله – لاكتشاف المشتركات الإنسانية واستثمارها، والتفاهم حول قضايا التباين الأخرى مقدمة حتمية لتطويق الاحتقانات الطائفية والفكرية بين شركاء الوطن الواحد، التي تنشئها القراءات المتعجلة والفهم المغلوط،

▪︎وفي صحيفة المدينة التي أبرمها النبي ﷺ مع جميع الطوائف في المدينة وما حولها مثال على ترسيخ قيمة المواطنة، وفي قوله ﷺ يوم الحديبية «والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها» مثال على ترسيخ قيمة السعي للتعاون العام على الخير، والالتقاء على المشترك منه!
❐وأن كل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مرضٍ له أجيب إلى ذلك كائناً من كان، ما لم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه. 

مع التأكيد على سلمية الحوار المجتمعي بين كل تياراته وأطيافه، وتجريم اللجوء إلى العنف أو حمل السلاح بأي شكل من الأشكال.
وإذا تعدى أي تيار على سلطة الدولة، فإن من حق السلطة الحاكمة أن تتعامل معه بما يقطع دابر الفتنة.

📌الحادي عشر: استيعاب المخالفين، والتواصل مع أبناء الوطن جميعاً
انفتاح هذا السعي وتواصله مع أبناء الوطن جميعًا، على تنوع انتماءاتهم المذهبية والسياسية، وشمولية هذا الانفتاح والتواصل لجميع الأصعدة: السياسية والاقتصادية والأمنية والإعلامية والبحثية وغيرها، بل لا تقصي حتى الجهات ذات المواقف العدائية والمسيئة إلى الإسلام والمسلمين، إيمانا منا بأن الناس أعداء لما جهلوا، وأنهم كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله، وذلك لأن رسالة الإسلام إلى الناس كافة، قال تعالى:
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾. فقد جعل الله الأرض مشتركًا بين عباده جميعًا، وجعل رزقها متاحا لخلقه أجمعين، وفي مفتتح كتاب المسلمين، ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ وفي خاتمته ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ وتقرأ من خلال المبدأ والختام عموم الربوبية وشمول مقتضياتها للخلق أجمعين، فأرض الله تقل عباده جميعاً، وسماواته تظلهم جميعا، ورزقه يتسع لهم جميعاً ﴿كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا﴾ [الإسراء: 20].
 
📌الثاني عشر: إيلاء قضية المرأة عناية خاصة
لأنها الثغرة التي يحاول خصوم الإسلام اختراق حصونه من خلالها، وذلك بإشاعة الإعلان النبوي أن النساء شقائق الرجال، وأن الإسلام قد جعل الله لهن من الحقوق مثل الذي عليهن بالمعروف، وأن حقها في التعليم والعمل مشروع في إطار الضوابط الشرعية، وإقامة العلاقات الزوجية على التواد والتراحم ورعاية الحقوق المتبادلة، والتأكيد على أن قوامة الرجال على النساء قوامة رعاية وكفالة ومسئولية، وليست قوامة قهر وتسلط، والتناهي عن كل فكر أو سلوك ينتقص من المرأة أو يهضم حقوقها المشروعة فقد كرم الإسلام المرأة أما وبنتا وأختا وزوجة وذات رحم، وإنسانة لها الحق في الإنصاف والتكريم الذي كفلته الشرائع السماوية للبشرية جميعا! .

❐إن المعاملة الحسنة التي لقيتها الصحافية الانجليزية (ايفون رايلي) التي اعتقلها نظام طالبان، وما ذكرته من جرأتها عليهم وشتمها لهم وسخريتها منهم وتحديها لهم، وأخيراً البصقة القوية التي قذفتها في وجه أحد محاوريها,,, كل هذا وغيره من الإهانات والتحدي لم يكن له أثر على رجال الطالبان الذين استمروا في حسن معاملتها حتى انتهى الامر بإسلامها بعد إطلاق سراحها، وكان إسلامها وحديثها عن معاملة طالبان لها بالمقارنة مع معتقل غوانتانامو أو أبوغريب للنظام الأميركي حديث العالم أجمع! 
▪︎وكان مما قالته يومئذ (إنني ألقي محاضرتي عليكم باللباس الشرعي الإسلامي الذي أعطاني إياه نظام طالبان في السجن هناك..
وأحمد الله أنني سجنت في نظام طالبان الذي يصفونه بالشرير، ولم أسجن في معتقل غوانتانامو أو أبوغريب للنظام الأميركي الديمقراطي كيلا يغطوا رأسي بكيس ويلبسوني مريولاً برتقالياً، ويربطوا رقبتي، بحزام ويجروني على الأرض بعد أن يعروني!! )

▪︎وصدق من قال: حال واحد في ألف واحد، خير من مقالة ألف واحد في واحد!
❐ *وبعــــــد! * فهذه منادمات من محب يرجو لكم الخير، ويمحضكم النصح، وهو يرى العالم وقد تأهب ليرميكم عن قوس واحدة!

أجل! يرجو لكم الخير، ويعز عليهم ما عنتم
فسيروا على بركة الله، والله من وراء القصد

تاريخ النشر : 04 نوفمبر, 2021
التصنيفات الموضوعية:   05 السياسية الشرعية

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend