الترجيح بين مصالح ومفاسد العمل السياسي

أرجو من فضيلتكم بيان الحكم إن ظهر أن مفاسد العمل السياسي غلبت على مصالحه؟ أو بعبارة أخرى: كيف تقدر مصالح أو مفاسد العمل السياسي؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
لقد سبق القول إن الاشتغال بالعمل السياسي من مسائل السياسة الشرعية، وهذه المسائل تعتمد في الجملة على الموازنة بين المصالح والمفاسد، وفي ضوء غلبة المصلحة على المفسدة أو العكس تتقرر شرعية هذا العمل أو عدم شرعيته.
وما جاء في السؤال من مفاسد العمل السياسي، إن كان لا يعارض بمصالح راجحة، كان هذا العمل في هذه الحالة من جنس الملهاة والعبث، لكننا أشرنا في إجابتنا عن السؤال السابق إلى جملة من الأهداف والمصالح التي يمكن تحصيلها من الاشتغال بهذا العمل في كثير من الأحيان.
ومن ناحية أخرى فإن تقدير المصالح والمفاسد من مسائل الاجتهاد التي يجب أن تفوض إلى القيادة، ولا ينكر فيها على المخالف، وهي في الجملة من دقائق الفقه التي لا مدخل فيها للعامة ولا لأشباه العامة، وعلى القيادة وأهل العلم دراسة ذلك دراسة شرعية كافية.
والعمل السياسي في الجملة وسيلة لتحقيق بعض المكاسب للحركة الإسلامية ورفع بعض المظالم عنها، ولا ينتظر منه في الأعم الأغلب أن يكون هو السبيل إلى تحكيم الشريعة، أو إقامة دولة الإسلام. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 السياسية الشرعية

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend