الدعاء بقول: اللهم اصرف عنا شر ما قضيت

هل الدعاء التالي يُعتبر غيرَ لائق مع الله {#emotions_dlg.azz}: «اللهم قنا واصرف عنا شر ما قضيت»؟ وذلك على اعتبار أن المولى {#emotions_dlg.azz} لا يقضي بشر أبدًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في الدعاء المذكور، والخير والشر في مقضيات الرب ومقدوراته وليست في قضائه وقدره، ففِعل الرب خير دائمًا، أما مفعولات الرب جل وعلا فمنها الخير ومنها الشر، وقد خلق الله إبليس، وإبليس شر محض كما لا يخفى، وذلك باعتباره من مخلوقات الرب جل وعلا ومقدوراته، أما فعل الرب وهو خلقه لإبليس فهو خيرٌ لما يتضمنه من كثير من الحكم الجليلة.
وقد وردت هذه الصيغة التي تسأل عنها في الدعاء المأثور، فصيغة دعاء القنوت عند الشافعي :(1): «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ»(2). وقد روى الشافعيُّ ذلك عن الخلفاء الأربعة. والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________

(1) جاء في «حاشيتي قليوبي وعميرة» (1/178): «( ويسن القنوت في اعتدال ثانية الصبح ، وهو : ( اللهم اهدني فيمن هديت… إلخ )».

(2) أخرجه أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «القنوت في الوتر» حديث (1425)، والترمذي في كتاب «الصلاة» باب «ما جاء في القنوت في الوتر» حديث (464)، قال الحسن بن علي ب. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الحديث الشريف وعلومه, 02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend