ما حكم من يشهد زورًا في قضيةٍ وهو يعلم أن صاحبَ القضيَّة بريءٌ، مع العلم بأن هذه الحالة خارج البلاد الإسلاميَّة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن شهادةَ الزور من الكبائر، وقد عَدَلتِ الإشراكَ بالله، فقد قال تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ {﴿حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ﴾[الحج: 30- 31]، وروى أبو بكرة رضي الله عنه ، عن النَّبيِّ ﷺ أنه قال: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟!» ثلاثًا. قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «الْإِشْرَاكُ بِالله، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ»، وجلس وكان متكئًا فقال: «أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ». قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت(1).
فعلى من تورَّط في هذا الأمر أن يُبادر إلى التَّوْبة، وأن يتحلَّل ممن ظلمه قبل ألا يكون دينارٌ ولا درهم، وإنما هي الحسنات أو السيئات، وعليه أن يُكثِر من الطاعات؛ فإن الحسناتِ يُذهبن السيئات(2). ونسأل اللهَ لنا وله التَّوْبة والمغفرة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الشهادات» باب «ما قيل في شهادة الزور» حديث (2654)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان الكبائر وأكبرها» حديث (87).
(2) قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114].