مررت بظروف نفسية لمدة أسبوع سائلًا نفسي: هل وقع طلاق أم لا؟ تم هذا مني، ثم فعلت زوجتي عملًا سيئًا فقلت لنفسي بصوت مسموع: هي تستحق الطلاق. فهل وقع مني طلاق بذلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن قولك: هي تستحق الطلاق. ليس إنشاء للطلاق، فكم من أناس يستحقون العقوبة ولا يعاقبون، وإن عدم إنفاذ الوعيد كرم ولطف، وربك جل وعلا توعد كثيرًا من العصاة بالعقوبة وقد يعفو عن كثيرٍ منهم يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48]. أما معاناتك النفسية فأسأل الله أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية.
واعلم يا بني أن اليقين لا يزول بالشك، فحياتك الزوجية قائمة بيقين، فلا تزول بالشك والوساوس على هذا النحو.
ولا حرج أن تلتمس لنفسك علاجًا عند بعض المتخصصين إن تمادت هذه المعاناة، فـ «فَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»(1).
ونسأل الله أن يمن عليك بالعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________                                                                                      (1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/413) حديث (3922)، وابن ماجه في كتاب «الطب» باب «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» حديث (3438) من حديث عبد الله بن مسعود، وذكره الكناني في «مصباح الزجاجة» (4/50) وقال: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».